الغرب في عيون الشرق
كذلك صار التصوير الفوتوغرافي رمزا من رموز الحداثة، حيث تنعكس في صور الحياة اليومية نوع من الثقة الجديدة بالنفس والحكام المسلمون طلبوا صورا تظهر فيها ثقافتهم الخاصة ممزوجة بثقافة أجنبية.فنرى سيدة من الحريم وهي متمددة في ديوان ، مرتدية سترة تقليدية و تنوره منتفخة ،وهو ما كان مستحبا في الغرب مع التحول الذي شهده القرن العشرين. إحدى القطع الموجودة التي تدعو إلى الاستغراب هي هذه الصور. هل هي فعلا صور للنبي محمد ؟ هذه الصور هي ربما الصور الوحيدة الموجودة ويمكن أن تكون صورا تعبدية منتشرة في إيران.
الفتى الحالم هو فتى ينتمي إلى الشباب الفلاحين في تونس، تم تصويره من طرف المصورين الألمانيين رودولف فرانتس لينيرت وايرنست هاينريش مع بداية القرن 20. مديرة مشروع متحف كارلسروه مصطفاوي توضح: من قبل كانت البربريات المثيرات بملابس خفيفة موضوعا للتصوير. بالنسبة للمصورين وزبنائهم كانت هذه الصور تحمل انطباعا شرقيا مثل أشكال أخرى أيضا.
الانتقال الثقافي
تبرز القطع الفنية والأشياء التي تنتمي لليومي بوضوح ، أن الثقافة الإسلامية تبنت أيضا الظواهر الغربية ، فمنذ القرن 18 الميلادي بدأت تتلقى الفن الأوروبي: بورتريهات الحكام وصور القديسين والسجاد المعلق على الحائط الذي زاوج بين أشكال دينية تنتمي إلى الثقافة الإسلامية وبين أشكال غربية. كذلك نقوش المسيحية المدمجة في كرسي صنع على الطريقة الحديثة أو رجل مرتد لبدلة في تصور تقليدي للجنة.
صور الآلهة التي تنحدر من الهند وإيران تستوحي أشكالها من صور و ايقونات مريم أم المسيح . الفن الغربي خدم كنموذج لتجسيد تاريخ عظيم منعتق من تقاليده.تقول شوولة مصطفاوي:" الفنانون المسلمون نهلوا من غنى الأشكال الغربية ، سواء من ناحية الأسلوب أو المضمون وكأنهم يتبعون كتالوغا". الرسام النمساوي "تساتسكا" رسم في 1914 لوحة بعنوان " رقص الجنيات" و هي لوحة زيّنت غرف النوم الأوروبية في عشرينات القرن الماضي. في متحف "كارلسروه" نرى النسخة الشرقية لنفس اللوحة تحت عنوان: من الجنيات الأوروبيات تم استلهام الراعيات اللواتي يرقصن مع الإله كريشنا.
الحنين والصدمات
تختلف أحلام الرحل من كلتا الثقافتين. فبينما يهيم الأوروبيون بالمناخ المتوسطي والنخيل.يصور الفنانون المسلمون أحلامهم في أشكال جبال وغابات باردة و أنهار غزيرة المياه. أحيانا يتم تطعيم هذه الرسومات بخيول وأبقار ووجوه خشبية. ومن الأشياء المفاجئة في المعرض عرض لثقافة اليومي. من يرى السجاد الأفغاني من بعيد، يعجب بالزخرفات الشرقية الجميلة، لكن حينما يقترب أكثر، يكتشف أشكالا مختلفة تماما من قبيل: الكلاشينكوفات والدبابات وآلات الدفاع الحربية.
"هذا السجاد تم نسجه في أثناء الحرب الأهلية في أفغانستان. ربما صنعت من أجل ضباط روس. لكنها تبرز المعيش اليومي لصناع السجاد في أفغانستان واهتماماتهم اليومية وصدماتهم" يوضح ياكوب مولر. القطعة المعلقة في المقابل هي سجادة من منطقة "بوميرانيا" التي تقع على ساحل بحر البلطيق. تبرز هذه السجادة أشكالا لسمك السردين وللسفن الغارقة، تماما بشكلها الشرقي في الزخرفة. إلى غاية ستينات القرن الماضي ظلت مهنة نسج السجاد مهنة ثانية للصيادين العاطلين عن العمل وفنا شعبيا. السجاد يطلق عليه حتى اليوم في التعبير العامي " السجاد الفارسي من بحر البلطيق"، الذي تم إيقاف إنتاجه في الوقت الحالي.
كورنيليا رابيتس
ترجمة: ريم نجمي
مراجعة: هشام العدم
حقوق النشر: قنطرة 2011
قنطرة
"معرض الاستشراق في أوروبا" في مدينة ميونخ:
جمالية ساذجة
نال الاستشراق في الفن الأوروبي دفعة كبيرة مع الحركة الاستعمارية في القرنين الثامن والتاسع عشر. لكن الكثير من الأعمال تسجل ميلاً إلى غطرسة ثقافية، لم يتم تجاوزها حتى يومنا هذا، كما يظهر معرض فني يقام في مدينة ميونخ الألمانية. منى سركيس زارت المعرض وتستعرض أبرز الأعمال المعرو
منظومة العلاقات بين العالمين الإسلامي والغربي:
ثنائية الاستغراب والاستشراق....جدلية الأولويات
يرى الفقيه الهندي، مولانا واريس مزهري، في مقالته الآتية أنه إذا كانت هناك رغبة في تحسين العلاقات بين الغرب والمسلمين فلا بد من أن يتعامل المسلمون بطريقة منهجية مع التجربة الغربية والاستفادة منها وكذلك العمل على تأسيس معاهد ومراكز بحثية مشرقية تتخصص في دراسة الغرب بكل نزاهة وعلمية بعيدا عن الأفكار النمطية.
الشرق في عيون الغربيين: أكذوبة لا غير؟
أعمال مستشرقين ورسامين وتلقيهم اليوم
جمال أم رؤية مشوهة؟ كتابان يعالجان تاريخ تلقي الشرق. في حين يستطلع الأمريكي كريستيان دافيس رسامي الشرق في الغرب في القرن التاسع عشر، والجدال حول الاستشراق، يسعى المصري محمد عمارة من خلال تناول اقتباسات علامة غربيين عن الإسلام، إلى إثبات أن الإسلام هو أرقى درجات الأديان التوحيدية. تقرير فولفغانغ شفانيتس