زعزعة لوبي اقتصادي قوي ومتنفذ في المغرب




يجدد بذلك المقاطعون دعوتهم إلى ضرورة فتح حوار مجتمعي حول البدائل الواقعية للنموذج التنموي الفاشل؛ كما جاء على لسان أعلى سلطة في البلاد، الذي قاد البلاد إلى هذا الوضع الاقتصادي والاجتماعي المأزوم. ويطالبون بإبعاد النموذج التنموي الموعود عن أجندة هذه النخبة الاقتصادية التي قدمته في مشروع الموسوم بعنوان "مسار الثقة". لقد أظهرت حملة المقاطعة أن خيال المواطن العادي أكبر مما يمكن للسلطة أن تتخيل، فقدرته على ابتكار أشكال للدفاع عن نفسه لا متناهية. فبعد خيار المطالب الاجتماعية بشكل سلمي، جاء دور المقاطعة الاقتصادية لعلها توصل صوته إلى مركز القرار السياسي. إننا أمام لحظة تؤسس لميلاد وعي شعبي جديد لدى المغاربة، ينذر أنصار السلطوية بأن الحلم باستعادة زمام الأمور، وإعادة عقارب الساعة إلى ما قبل 20 فبراير 2011 لن يكون سهلا، مع جيل تذوق نسيم الحرية، وهتف من أجل الكرامة، وتطلع إلى الديمقراطية مع ثورات الربيع العربي. محمد طيفوريحقوق النشر: موقع قنطرة 2018ar.Qantara.de محمد طيفوري كاتب وناشط حقوقي مغربي وباحث في كلية الحقوق في جامعة محمد الخامس في الرباط. عضو مؤسس ومشارك في مراكز بحثية، عمل سابقاً لدى المركز العلمي العربي للدراسات والأبحاث.