"أمثولات الرعب تعشعش في ذاكرة الناس"



أنا باعتقادي أن النظام السوري هو أمهر من تاجر بالمسألة القومية ومسألة فلسطين خلال عقود، في الوقت الذي نعرف فيه جيدا أن الجولان آمن، ولا يوجد أي سوري يتجرأ أن يبادر ويقول أنا أريد مواجهة إسرائيل، التي احتلت الجولان، لأن النظام السوري حامي الحدود، حاميها من الدخول إلى إسرائيل، وليس حاميها من دخول إسرائيل إلى سوريا، هذا الأمر للأسف، لعب النظام فيه على المشاعر الوطنية وأجهض كثيرا من الاحتقانات أو الاستعداد للاندفاع أو للتظاهر. لكن الآن أنا باعتقادي عندما يجد الشعب السوري أن الثورة قامت في تونس وأطاحت ببن علي، وقامت في مصر وأطاحت بمبارك. الآن ليبيا واليمن والبحرين، هذا الوضع تمكن أن يشحن شعبنا ليقول نحن أيضا مثل الشعوب الأخرى، لسنا أقل منها على الرغم من وجود بطش هنا ربما يمكن أن يكون أكبر بكثير ربما على النمط الليبي أو على النمط اليمني.
لكن الناس تحركت ولا أخفي أني في لحظة من اللحظات شعرت برغبة في البكاء، حزنا وفرحا وقلقا. إن الشعب السوري رغم كل الذي حصل له، رغم كل المجازر التي حصلت قادر أن يتحرك. ويبدو أن هناك جيلا لم تتمكن لا الحركة التصحيحية ولا الحركة الوراثية أن تغسل ذهنه الشباب وقيمه وروحه. ويبدو أن محاكمتهم الذهنية والأخلاقية أقوى من إمكانيات غسيل الأدمغة عبر الطلائع والشبيبة والبعث والجيش العقائدي والإعلام الموجه. أنا أشعر بفرح إلى حد كبير، هذا هو شعبنا الذي كنت أتخيله وأكتب عنه وكتبت عنه شاهدت الصور وشاهدت درعا، درعا الآن أم المدن السورية وأتمنى أن تدعمها أخواتها وتنصرها. الشعب السوري لم يكن تاريخيا أقل من الشعب التونسي أو الشعب العراقي واليمني أو الليبي وهو جدير بالوصول إلى حقوقه وفي نفس الوقت نشأ جيل الموبايلات والفضائيات والإنترنت، وغسل دماغه أصعب من المرحلة التي عشناها نحن سابقا، لأنه مطلع على كل ما يجري في العالم. فحتى عندما يحجب النظام موقعا على الإنترنت فهذا الجيل الشاب قادر أن يكسر هذا الحجب وبالتالي يتواصل مع مصر ومع تونس ومع كثير من الأمور في كل أنحاء العالم عبر هذه التقنيات الحديثة.
هل تعتقد أن بإمكان الكاتب والشاعر أن يساهم في دعم مطالب الشعب بالحرية والديمقراطية وكيف؟
بيرقدار: أنا ممن يقول لا أبدا، حتى الأقوال مثل الكلمة كسلاح أو فعالة كالبندقية، لا، ليست فعالة كالبندقية. الكاتب يكتب أولا، لأن هناك شيئا يدفعه إلى الكتابة، هناك شيء يريد أن يفرغه من داخله. الكاتب ينبغي أن يكون ضميرا حيا لهموم شعبه، لكن هذا الضمير الحي ليس من أجل أن يقود شعبه، وليس من أجل أن يكون سلاحا. مهمته أن يعبر عن هذه الأحلام وهذه المشاعر ويعبر عن معاناة الناس، أن يكون على التماس معهم وهذا يؤسس حالة أشبه بالإسناد أو حالة الخلفية أو حالة الأرضية، التي يمكن أن ترسخ قيما أنبل وترسخ ذوقا فنيا أعلى. أنا باعتقادي أن دور الأدب هو أن يعكس ماضي الشعب وأحلامه وطموحاته ومستقبله، والذي يقود الناس في النهاية هي أهداف محددة، وبرامج محددة، وهذا شغل السياسيين وليس شغل الكتاب.
ما هو أهم شيء الآن في حياة فرج بيرقدار؟
بيرقدار: الحلم الذي توهج هو أنني وجدت أننا لم نكن واهمين عندما كنا نحكي عن حرية شعبنا وعن رقي وتقدم مجتمعنا. الآن أراه يتحقق في تونس ويتحقق في مصر وبوتيرة مدروسة وثابتة. هذا الحلم الآن بالنسبة لي بدأت أراه في سوريا، أشعر أنه لم يعد لدي أي أحلام كبيرة ماعدا هذا الحلم: أريد أن يتذوق شعبنا الحرية الحقيقية لا حرية الشعارات، الحرية التي هو جدير بها، وحرم منها عقودا طويلة. وعندما يتحقق هذا، فلا يوجد باعتقادي أي أحلام كبيرة أخرى.
أجرت الحوار منى صالح
مراجعة: لؤي المدهون
حقوق النشر: دويتشه فيله 2011
قنطرة
حوار مع المفكر العربي صادق جلال العظم:
"الثورات العربية قطيعة كاملة مع إرث الأيدولوجيات"
يعد المفكر السوري صادق جلال العظم من أبرز المثقفين العرب الذين يتخذون مواقف واضحة من قضايا حقوق الإنسان وحرية التعبير. في حواره التالي مع موقع قنطرة يتحدث العظم عن ضرورة النقد الذاتي من طرف المثقفين العرب بعد نجاح الثورتين في مصر وتونس. منى نجار التقته في بيروت.
حوار مع رضوان زيادة، مدير مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان:
"تغيير الحكومة السورية لن يهدئ الاحتجاجات "
يؤكد رضوان زيادة، مدير مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان، في هذا الحوار الذي أجراه معه ياسر أبو معيلق أن استقالة الحكومة السورية لن تكفي لتهدئة الاحتجاجات وأن لعب النظام بالورقة الطائفية أمر خطير، مشددا على أن المعارضة لن تتراجع عن أهدافها.
حوار مع عبد الرزاق عيد، رئيس المجلس الوطني لإعلان دمشق :
"الأسد يحاول كسب الوقت والشعب يتهيأ لحصاد الحرية"
يرى المعارض السوري عبد الرزاق عيد، رئيس المجلس الوطني لإعلان دمشق في الخارج، أن اندلاع مظاهرات في مدن سورية دليل على كسر المواطنين لحاجز الخوف، معتبرا أن الوقت فات على بشار الأسد للإصلاح. هبة الله إسماعيل في حوار مع الناشط السوري عبد الرزاق عيد.