التأويلات الأوروبية تلقي بظلالها على ترجمة القرآن



إن الصياغة الشعرية للنص القرآني التي يرى فيها العرب عظمة الإعجاز اللغوي تتحقق لدى بوبتسين عبر السجع الذي يستخدمه حيثما استطاع إلى ذلك سبيلاً، وذلك باعتدالٍ وحذرٍ، لكن عمومًا بشكلٍ ممتاز. تبدو نزعة بوبتسين للترجمة الحرفية مشوِّشةً أحيانًا. ففي السورة السادسة والستين إياها يُترجم بوبتسين مستعملاً كلمة "اللاصق" غير الجميلة ولا يقصد بذلك شريط اللصق بل شيئًا خُلِقَ الإنسان منه: "اقرأ باسم ربك (...) الذي خلق الإنسان من لاصِقٍ" [خلق الإنسان من علق]. والمقصود نطفة أو سائل منوي وهذا لا يتبيَّن للأسف إلا لدى قراءة التعليق.
توفيق بين أشكال الترجمة المتباعدة
يريد بوبتسين أن يوفِّق بين الشكلين المتباعدين لترجمة القرآن إلى الألمانية، أي بين الترجمة المفرطة في حَرفيتها إلى حدِّ يعيق الفهم والتي أنجزها رودي بارِت Rudi Paret في سبعينيات القرن الماضي وبين الترجمة الشعرية التي أنجزها فريدريش روِكرت Rückert Friedrich في القرن التاسع عشر. وبذلك يكون بوبتسين أكثر من بذل جهدًا بين مترجمي القرآن إلى الألمانية حتى الآن. ويُعتبر الجانب التصميمي من أهم ما نجح به وتمييز به عن كافة المصاحف الألمانية بأشواط بعيدة، فسور القرآن منسقة على شكل سور منفصلة، وهناك فراغات مريحةٌ بين السطور.
كان من الأسهل لو تم اعتماد هذا المبدأ بشكلٍ حازمٍ، ولو أنَّ التفسيرات الواردة التي جُمعت فيها أجزاءٌ من سور قد فُصلت عن بعضها وكانت على شكلِ مقاطع منفصلةٍ، ليتبيَّن بذلك للقارئ قبل كل تعليقٍ من التعليقات أنَّ عليه أنْ لا يستغرب عدم تناسق الكثير من المواضع، وعدم وضوح الكثير من الارتباطات والصلات. رغم الأسلوب المحافظ الذي اتبعه هارتموت بوبتسين إلا أنَّ الترجمة جاءت مدهشة في نهاية المطاف وهي أفضل ترجمات القرآن المتوفرة حاليًا، حتى وإن كان تميُّزها مبنيًا أكثر على العمل الفيلولوجي المستمر مما هو مبني على سلك مناهج جديدة في ترجمة القرآن.
شتيفان فايدنر
ترجمة: يوسف حجازي
حقوق النشر: قنطرة 2010
مراجعة: هشام العدم
القرآن بترجمة جديدة لهارتموت بوبتسين بالتعاون مع كاتارينا بوبتسين. عن دار نشر C.H. Beck، ميونيخ 2010، 825 صفحة.
قنطرة
محاولات ترجمة القرآن إلى اللغة الألمانية:
إشكاليات جمالية ودلالية وخصوصيات لغوية
من المزمع نشر ترجمتين ألمانيتين للقرآن في السوق الألمانية بالتزامن مع معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، غير أن الجدل يعود من جديد أوساط الدارسين والمختصين حول مفهوم هذه الترجمات وطبيعتها ودرجة دقتها. بيتر فيليب يعرفنا بهذه الترجمات والجدل الدائر حولها.
حوار مع انغيليكا نويفيرت:
كيف ننظر الى النص القرآني؟
تنتقد البروفيسورة أنغيليكا نويفيرت المختصة بالقرآن وتأويله المنظور الأصولي القائم على الإستطراد والنمطية في تفسير القرآن، داعية الى ايلاء الإهتمام بالخلفية التاريخية لنصوصه. حوار أجراه كورت شارف حول هذه الرؤية الجديدة التي تقدمها نويفيرت في أبحاثها.
حوار مع عالم النفس الإسرائيلي عوفر غروسبارد:
"قرآنت" مشروع يجعل القرآن وسيلة تربوية
بمبادرة شخصية وبالتعاون مع طلبته قام عالم النفس الإسرائيلي والمحاضر في جامعة حيفا، عوفر غروسبارد بإعداد مجموعة من النصائح التربوية، التي جمعها من بعض الآيات القرآنية. هشام العدم حاور العالم الإسرائيلي حول الاستخدام العملي للقرآن الكريم باعتباره وسيلة تربوية.