انتخابات وتحالفات لا مثيل لها في تاريخ تركيا




بيد أن الأكثر مفاجئة هو قرار حزب السعادة، ممثلاً حركة الرأي الوطني الدينية وجذور حزب العدالة والتنمية، برفضه دعوة من قبل تحالف الشعب، مختاراً بدل ذلك الانضمام للمعارضة. فحزب السعادة، الذي يفتقر إلى التمثيل البرلماني، كونه غير قادر على تجاوز عائق العتبة الانتخابية الـ 10 بالمئة، قد يلعب دوراً حاسماً، فيجذب الناخبين المتدينين الحانقين على حزب العدالة والتنمية. وقد تعاون حزب السعادة مع حزب الشعب الجمهوري و"الحزب الجيد" في سبيل العثور على مرشح رئاسي مشترك. بيد أن الوقت كان قصيراً وأثبتوا عدم قدرتهم على الوصول إلى اتفاق. ورغم اختيارهم تسمية مرشحهيم الخاصين بهم، إلا أنهم اتحدوا لتشكيل تحالف الامة. أما نائب رئيس الوزراء بكير بوزداغ فقد أطّر هذا التعاون بين الأحزاب المعارضة بوصفه "تحالف الغضب"، مدعياً أن "ما يحفزهم ليس مصالح تركيا، أو مستقبلها أو الأشياء التي يمكن القيام بها، بل ببساطة معارضة رجب طيب إردوغان".ويعِدُ البيان الرسمي لتحالف الأمة بفصل السلطات استناداً إلى تشريعات قوية في البرلمان. كما يؤكد على مفاهيم دور القانون والتوافق والحقوق المدنية، لا سيما حرية التعبير والإعلام المستقل. بيد أن تحالف الأمة استبعد ثالث أكبر حزب في البرلمان، أي حزب الشعوب الديمقراطي (HDP). وبينما أشار حزب الشعب الجمهوري وحزب السعادة إلى أنهما قد يكونان على استعداد لضم الحزب المؤيد للأكراد، إلا أنهما أثبتا عدم قدرتهما على إقناع "الحزب الجيد" القومي بذلك. يعاني تحالف الأمة من تعدّد مرشحيه. والهدف هو الفوز بتذكرة للجولة الثانية، في حال فشل إردوغان بالفوز أو بكسب أكثر من 50 بالمئة من الأصوات في الجولة الأولى. غير أن الاستراتيجية الحالية تعني أن مرشحي تحالف الأمة لا يتنافسون ضد إردوغان فقط، بل أيضاً ضد بعضهم البعض.
بيد أن المعارضة تملك في ذهنها أكثر من هدف واحد: فحتى لو عجزت عن تحقيق هدفها المتمثل في الرئاسة فهي ترمي إلى كسب أغلبية برلمانية على الأقل. أما نسبة الإقبال على "الحزب الجيد" فغير معروفة، لأن هذه أول انتخابات له، وفي حين كانت نسبة حزب السعادة أقل من 1 بالمئة في الانتخابات الأخيرة، غير أنها تزداد بالتأكيد. أما الناخبون المترددون لكل حزب فيفكرون بالأمر ذاته: "التحالف يعني أن صوتي لن يضيع؛ نستطيع تجاوز العتبة الانتخابية". بيد أن نجاح هذه الخطة يعتمد على أداء حزب الشعوب الديمقراطي. لقد جمع 10.8 بالمئة من التصويت في الانتخابات السابقة في عام 2015، إلا أنه من غير المؤكد إن كان سيتجاوز العتبة هذه المرة. وإن عجز عن ذلك، فستذهب تقريباً كل المقاعد في المناطق الناطقة بالكردية لحزب العدالة والتنمية. تشير التوقعات إلى أن فشل حزب الشعوب الديمقراطي بالوصول إلى البرلمان، سيُترجم بما يقارب من 60 مقعد إضافيا لحزب العدالة والتنمية. توجد مقولة في تركيا: الحسابات التي تُجرَى في المنزل ليس بالضرورة أن تطابق السوق. وفي 24 حزيران/يونيو 2018، تركيا على موعد لمعرفة أي من تخمينات التحالفات السابقة للانتخابات قد أثبتت دقتها. عائشة كاراباتترجمة: يسرى مرعيحقوق النشر: موقع قنطرة 2018ar.Qantara.de