"يجب على الغرب أن يتراجع عن سياسة النفاق"



لم يتعلق الأمر في البداية بالديمقراطية أو الديكتاتورية. فحاكم دموي مثل الباكستاني ضياء الحق لم تكن له مشاكل كثيرة لأنه كان معاديا للشيوعية وجزءا من النظام العالمي الأمريكي والمملكة العربية السعودية، المنبع الأصلي للتطرف الإسلامي ولمموليه تجمعها علاقات جيدة مع الولايات المتحدة التي تمدها بالأسلحة. بل حتى أسامة بن لادن، الرمز الأكبر للتطرف الإسلامي، عمد رفقة السي آي إيه إلى تسليح المجاهدين الأفغان في حربهم ضد الاتحاد السوفياتي.
ولا يصبح النظام منبوذا فقط إذا فرض الحجاب على النساء أو طبق أحكام الشريعة، ولكن إذا أكد رغبته في تحقيق استقلاله الوطني. ففي عهد الشاه كانت ايران جبهة متقدمة للحلف الأمريكي في الشرق الأوسط تماما كما هو الحال بالنسبة لمصر، وأحيانا تعبر الصدفة التاريخية عن الشيء الكثير: ففي اليوم الذي تنحى فيه مبارك عن السلطة، كان الإيرانيون يحتفلون بعيد ثورتهم. ومباشرة بعد انتصار الثورة الإيرانية قبل اثنين وثلاثين عاما، أعلنوا رفضهم للسياسة الأمريكية، رفض يفسر كل المشاكل التي اعترت العلاقات الإيرانية ـ الأمريكية والعداء الكبير الذي سيستحكم بين البلدين. لقد كان بالإمكان حل كل المشاكل القائمة بين البلدين ومن بينها البرنامج النووي الإيراني.
أما في مصر فقد دقت ساعة الحقيقة بالنسبة للجميع، فالأماني والكلمات الفارغة لن تحقق للغرب شيئا ومن يدعو إلى الديمقراطية عليه أن يتأقلم مع علاقات القوى التي تسفر عنها الانتخابات الحرة. لقد تمكن الأمريكيون من القضاء على الديكتاتور العراقي صدام حسين، لكنهم لم ينتظروا أن تسفر الحرب عن نظام إسلامي ـ شيعي قريب من طهران. سيفقد الغرب مزيدا من مصداقيته إذا طلب تحقيق هدفين متناقضين: الديمقراطية وأنظمة خاضعة له. فما حدث في العراق يمكنه أن يتكرر في كل مكان بين المحيط والخليج تعبر فيه الشعوب عن آمالها السياسية في حرية. فأغلبية العرب تكره حكامها، وبعد طرد بن علي ومبارك تراجع خوفها أكثر من أولئك الحكام. لكن القاهرة ليست تونس أو صنعاء، فما يحدث في النيل يؤثر بمناطق أخرى، فهنا يخفق قلب العالم العربي، وهنا عاشت وتعيش الكثير من رموزه الفكرية، لكن الأكثر أهمية هو أن مصر جارة إسرائيل. واستراتيجيات السلام والمواجهة تتخذ هنا، وهي تحدد أيضا سلوك الإخوة الأعداء: حماس وفتح.
منذ الساعات الأولى يبدو أن الشرق الوسط يقف أمام مشاكل كبيرة لن تجد طريقها إلى الحل بسهولة.
رودولف شيميلي
ترجمة: رشيد بوطيب
مراجعة: هشام العدم
حقوق الطبع لصحيفة زود دويتشه تسايتونغ/ قنطرة 2010
رودولف شيميلي خبير في شؤون الشرق الأوسط ومراسل "صحيفة زود دويتشه تسايتونغ" لسنوات طوال.
قنطرة
حوار مع عالم الاجتماع المصري سعد الدين ابراهيم:
"على الغرب أن يدعم الديمقراطية في المنطقة"
يعد عالم الاجتماع سعد الدين ابراهيم أحد أبرز المدافعين عن الديمقراطية وحقوق الإنسان في مصر، وكأحد أبرز منتقدي مبارك ونظامه قبل السقوط، ألقي القبض عليه مرارا وصدرت بحقه أحكام قضائية. جيانكارلو بوزيتي تحدث معه حول فرص التحول إلى الديمقراطية في العالم الإسلامي.
من ثورة الياسمين إلى ثورة النيل:
"العرب الجدد" وملامح المرحلة المقبلة
يرى الباحث في جامعة كامبردج والإعلامي المعروف خالد الحروب في هذه المقالة أن جوهر التغيير الذي جلبته ثورتا تونس ومصر يكمن في إعادة الشعوب ورأيها العام إلى قلب المعادلة السياسية، مؤكدا أن هذه التغيير غير مؤدلج قادته أجيال الشباب الذين تجاوزت علومهم وخبراتهم أجيال آبائهم وحكوماتهم الشائخة التي لا تدرك أساساً كيف يفكر هؤلاء الشباب وما هي طموحاتهم.
صور ترصد مسار حسني مبارك
"الصعود إلى الهاوية"...حياة مبارك في صور
امتد حكم الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك ثلاثين سنة، شهدت خلالها مصر تحولات سياسية واجتماعية كبرى. كما لعبت مصر في هذه الفترة أدوارا عديدة على المستوى العربي والدولي من أهمها دورها في إرساء عملية السلام في الشرق الأوسط. الصور التالية ترصد ملامح من مسار مبارك: