سكان الكهوف في جبال الخليل......حياة حجرية وقصة تحد أسطورية
هنا يكمن عمق الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على الأرض، مستوطنات تزحف في أراضي عام 67 وفلسطينيون يحاولون فرض وقائعهم على الأرض. تحاول عائلة الحمامدة من مدينة يطا جنوب الضفة بناء منازل لها والخروج من كهوفها لأول مره، إلا أن هذه المنازل قد تتعرض للهدم من قبل الجيش، مما دفع العائلة للاستعداد لخوض معركتها القانونية في محكمة العدل العليا الإسرائيلية بمساعدة منظمات حقوقية دولية واسرائيلية.
 
              حياة بدائية
 
              مشروع بناء منازل بدلا للكهوف بمساعدات دولية
محمود زواهره منسق اللجان الشعبية في مدينة بيت لحم تحدث عن مشروع البناء لسكان الكهوف "هؤلاء الذين يعشون دخل حفر بالأرض بدون كهرباء وبدون مياه بحاجة أن يروا ضوء الشمس ، وكان لدينا في اللجان الشعبية التوجه لإطلاق حملة لهذه التجمعات لبناء منازل لهم، واختارنا بدايتا هذه المنطقة لأن هذا التجمع موجود من مئات السنيين، هؤلاء ولدوا هنا ليسو بدوا رحل، فهم مقيمون بشكل دائم هنا. وعرضنا عليهم فكرة بناء منازل لهم وجدنا لديهم رغبه وشغفا كبيرا لامتلاك منازل لأطفالهم وأسرهم. ونحن نسعى لبناء 15 منزلا لإيواء 15 أسرة تسكن هنا، بالفعل بدأنا بتشييد أول منزل بمساعدة كل الأهالي ومتضامنين الأجانب ومنظمات دولية".
 
              صراع فلسطيني إسرائيلي على الأرض
محمود محامدة يتحدث عن كهف جده قبل مئات السنوات وعن بقاء العائلة كما هو الحال حتى هذه اللحظة " فكرنا في البناء قبل 30 عاما ولكن خبرنا الجيش الإسرائيلي بأن المنطقة عسكرية لا يسمح بها البناء، وفي عام 1982 قام المستوطنون ببناء مستوطنة معون وسوسية المجاورة لكهف العائلة فتساءلنا لماذا هم سمح لهم بالبناء ونحن منعنا من قبل الجيش الإسرائيلي. في عام 1999 قام الجيش الإسرائيلي بترحيل جميع العائلات المتواجدة في مسافر يطا أي ما يقارب 1500 شخص من فلاحين ومزارعين، رحلنا وأصبحنا لاجئين جددا في عصر السلام ، وبضغط من المتضامن الدوليين وجمعيات حقوقية إسرائيلية الذين رفعوا دعوى للمحكمة العليا الإسرائيلية التي سمحت لنا بالعودة الى كهوفنا بعد 6 أشهر من التهجير". الجيش الإسرائيلي يتعذر بأن التجمعات الفلسطينية لبدو رحل غير مقيمين في هذه الأراضي وهي أراض مشاع للدولة، إلا أن شيخ القبيلة يقول أننا ولدنا هنا وحفرنا كهوفنا منذ أجدادنا".
حلم البناء مهدد بالهدم
 
              
 
              إلا أن توجه العائلة للبناء تواجهه مخاوف من قيام الجيش بهدم هذه المنازل، كما يقول محمود زواهره "تشكلت طواقم من القانونيين لدفاع عن هذه البيوت، والخيار الثاني مهما كانت الظروف الاقتصادية سوف نعيد بناء هذه المنازل في حال هدمها حتى نرى البيوت قائمة ". الا توجد هناك منظمات دولية راعية للمشروع لكن هناك بعض المتضامنيين الاجانب يدعمون مشروعنا ونحنن بصدد اطلاق حملة محلية ودولية لجمع تبرعات لبناء هذه المنازل. ويضيف زواهره "لا يوجد أي حماية لهذا المشروع مفنظمة "OCHA" أوجدت بعض البيوت المتنقلة ولم تستطيع حمايتها ، وهذا التجمع هو بداية الطريق، وسوف نقوم بالبناء في تجمعات أخرى بعد الانتهاء من هذا التجمع" .
 
فضل حوامدة يستعد لهجر كهفه والحياة البدائية الذي يأوي 13من أفراد أسرته ليسكن في منزله الجديد، ترى الفرحة على وجوه أطفاله ونسائه الذين يساعدونه في بناء منزلهم الحديث الملاصق للكهف، فهو يبني على أمل أن يستطيع النوم بداخله، إلا أن أحلامه قد لا تحقق ويبقى بالكهف لتهديد الجيش بهدمه كما يقول.
مهند حامد- الخليل
مراجعة: هشام العدم
حقوق النشر: قنطرة 2012