"هل أدركتم الآن لماذا لا أسمع الأغنية العربية ؟"
الدكالي: أغلب الفنانين في العالم العربي باختلاف تعبيراتهم الفنية يتطرقون إلى موضوع الحب أو العشق. لكن بالنسبة لي هناك أشكال أخرى من الحب: حب الله أو حب الإنسان أو حب الوطن...أنا وبحكم سني- فأنا لم أعد مراهقا وإن كنت كذلك وسأبقى كذلك- كلما تقدمت في العمر تتغير نظرتي للأشياء التي حولي.الآن الإنسان يتخبط في مشاكل كبرى وعويصة كالحروب والمجاعات وانتهاك حقوق الإنسان، فرغم رفع شعارات حقوق الإنسان فهي تبقى في النهاية مجرد شعارات بالنسبة لي. و لأني أحب الإنسان، خصوصا ذلك الضعيف الذي لا يقوى على الدفاع عن نفسه، فأستخدم قوتي والتي تتجلى في غنائي ولحني لنقل معاناة وحالة هذا الإنسان على لساني.وليس من قبيل الصدفة أنني حينما شاركت بأغنية "سوق البشرية" في مهرجان القاهرة الدولي حصلت على الجائزة الكبرى، فالموضوع الذي تناولته موضوع كَوني ويلامس جميع البشر، زيادة على أن لحن الأغنية كان ذا طابع عالمي حتى تتمكن الأذن الغربية كذلك من استيعاب الرسالة.
تميز مسار ككذلك بأغاني وطنية ذات شحن سياسي تتغنى بالقضايا الوطنية المغربية. اليوم توقفتَ عن هذا النوع من الإنتاج الغنائي لماذا؟
الدكالي: فقط كان هناك طلب ولم يعد هناك طلب.
ألا يؤلمك أن هذه الأغاني كانت من الناحية الفنية واللحنية أغاني جميلة ولم تعد تذاع في الإعلام المغربي الرسمي؟
الدكالي: فعلا هذه المسألة من الأشياء التي تؤلمني،لأن هذه القطع الغنائية تطلبت مني جهدا كبيرا وليال من العمل والسهر والآن ضاعت وتبددت.إنما سوف أضع هذه الأغاني في قالب جديد وسأتكلم عن هذا الموضوع حينما يكتمل هذا المشروع.
الأستاذ عبد الوهاب الدكالي كفنان عربي كبير عاصر جيل العملاقة في الغناء ولازلت حاضرا ومتتبعا للساحة الغنائية العربية الراهنة، كيف تنظر لوضعية الأغنية العربية اليوم؟
الدكالي: لابد أن أشير أولا إلى أن الأغنية لها مقومات حتى تكون أغنية مكتملة. لابد من كلام جميل وهادف والألحان لابد أن تكون صادقة ومركزة، زيادة على الأداء الجيد.كل هذه المقومات التي ذكرتها كانت حاضرة في عصر عمالقة الأغنية العربية من محمد عبد الوهاب، أحمد رامي، عبد الحليم حافظ، مرسي جميل عزيز، أم كلثوم...هؤلاء صنعوا مجد الموسيقى العربية بحب كبير، لكن مع الأسف هؤلاء رحلوا ولم تبقَ سوى أقلية. من قبل كان الفن يأتي قبل التجارة والآن صار العكس التجارة قبل الفن.وصارت اليوم الصناعة الموسيقية بين يدي المشارقة وعلى رأسهم اللبنانيين الذين هم كما هو معروف من أصل فينيقي، والفينيقيون عُرفوا بالتجارة.فصاروا يخترعون نجوما يستمرون لمدة معينة حتى يُستنفدوا ويصيرون مستهلَكين ويتم إعادة اكتشاف نجوم آخرين وهكذا...وهذه طريقة أمريكية معروفة.إضافة إلى انتشار فضائيات تعرض أعمالا لفنانات خارقات الجمال لم يعد من الضروري أن يغنين يكفي أن يتكلمن فقط.إذن الفن صار اليوم عملية تجارية يتحكم فيها منطق السوق.
أجرت الحوار: ريم نجمي
مراجعة: هشام العدم
حقوق النشر: قنطرة 2010
يعد عبد الوهاب الدكالي عميد الأغنية المغربية، وهو من مواليد 1941، وله أكثر من خمسين سنة من العطاء الفني. وفي عام 1997 حصل على الجائزة الكبرى لمهرجان القاهرة الدولي للأغنية.
قنطرة
المغنية المغربية زهرة هندي:
بدوية تطوف ما بين المغرب وأوروبا
تمثِّل المغنية المغربية زهرة هندي الوجه الجديد لجيل شاب ولمؤلفات أغانٍ عالميات في شمال أفريقيا. وسيصدر ألبومها بعنوان "Hand Made" في نهاية شهر شباط/فبراير. شتيفان فرانتسن التقى المغنية زهرة هندي في باريس ويعرفنا بها.
لدورة العاشرة لمهرجان شارع الموسيقيين الشباب:
مشهد موسيقي بديل في الدار البيضاء
يعدّ "بولفار الموسيقيين الشباب" في الدار البيضاء بمثابة ثورة صغيرة. أصبح هذا المهرجان الموسيقي في عامه العاشر ومنذ فترة طويلة نقطة تبلور لاتجاه ثقافي بعيد عن الثقافة السائدة في المغرب. يبدو المرء في هذا المشهد الثقافي واثقًا مما يعجب الشباب ومنتقدًا لما يزعج الحكومة. تقرير من دافيد زيبرت.
رواية "نجم الجزائر" لعزيز شوكي:
رحلة موسيقية في متاهات العتمة الفنية
في روايته الأخيرة "نجم الجزائر" يجسد عزيز شوكي، الجزائري المقيم منذ سنين في باريس، قصة موسيقار موهوب بدأ حياته الفنية في الجزائر في مطلع تسعينيات القرن العشرين التي اندلعت فيها الحرب الأهلية. ولم يكتب شوكي رواية كبيرة حول الموسيقى وحسب، بل أيضا نصا مؤثرا حول الإحباط الفني والبشري. كيرستين كنيب يعرفنا بهذه الرواية.