تحالف شيوعي إسلامي "عابر للطائفية" في العراق






نحن ملتزمون بأيّ مشروع مع الناس ومصالحهم ونراقب المشهد في ظل هذه الحقيقة. استقلالية القرار السياسي ليست مجرد مسألة إرادة، بل هي إرادة مع تمكّن، فما لم تقوِّ مؤسساتك وقواتك المسلحة واقتصادك لن تستطيع أن تملك استقلالية القرار السياسي. يجمع العراقيون تقريبا على نزاهة الشيوعيين واخلاصهم، لكن بوصلة الأصوات في الانتخابات تنحرف باتجاه آخر، كيف تفسر ذلك؟ رائد فهمي: الانتخابات المقبلة ستشكل علامة فارقة، في العادة وحال اقتراب الانتخابات تثار المخاوف، من قبيل" أنت يا شيعي سوف تتعرض ممارستك المذهبية الى التقييد في حال فوز السني في الانتخابات"، أو إن وصول قوة سياسية أخرى سيقلل من وزنك يا شيعي في القرار السياسي، وهكذا فإنّ صوت الناخب وقراره لا يجري وفق البرامج المعروضة، بل وفق الهويات، الناخب ينتخب هويته، وهي هوية كان يجري دائما خلق توترات حولها بما يخلق مخاوف لدى الناخب فيشعر بتهديد من الطيف الآخر. وأكاد أجزم هنا أنّ أغلب القوى السياسية الكبرى لا مصلحة لها في الاستقرار، فحين يتحقق الاستقرار يسأل المواطن عن الخدمات وعن بناء الدولة وعن كل شيء لم توفره القوى السياسية للمواطن، وهكذا كان الحال بتصاعد التهديدات والمخاوف عشية اقتراب الانتخابات وتصاعد خطاب الكراهية. واليوم أيضا نسمع خطاب الكراهية والحديث عن الإلحاد ما يمثل محاولة يائسة لاستثارة نفس العواطف، لمنع المواطن من التصويت للمشروع والكفاءة والنزاهة، ودفعه للتصويت دفاعا عن هويته المهددة. النزيه والكفوء طالما كان مستبعدا من قوائم الأحزاب الكبرى نفسها رغم حصوله على الأصوات. شخصيا أتوقع أن تشكّل الانتخابات القادمة تطورا إيجابيا باتجاه أن تقوم خيارات المواطن على أسس سياسية ووفقا لطبيعة المرشح وليس بناء على الهوية. هذه خطوة على الطريق، هذه الانتخابات ستكون محطة فارقة وليست حاسمة. حاوره: ملهم الملائكةحقوق النشر: موقع قنطرة 2018ar.Qantara.de *أجرى الحوار ملهم الملائكة في مقر اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي في بغداد ربيع عام 2018.