حزبا العدالة والتنمية المغربي والتركي.....تشابه الأسماء واختلاف الإنجازات



في الوقت الراهن نلاحظ سجالا مستمرا بين حزب العدالة والتنمية وحزب الأصالة والمعاصرة - الحديث النشأة والذي يعتبره الكثيرون مقربا من النظام الحاكم -، هل تعتقد أن تأسيس هذا الحزب جاء للحد من نجاح حزب العدالة والتنمية؟
بنكيران: هذا الحزب هو من وضع لنفسه هذا الهدف، وليس هذا الهدف وحده، بل وضع لنفسه أهدافا أخرى، منها خلخلة الوضع السياسي في المغرب و زعزعة اللوبيات، التي تستفيد من الوضع القديم و التي تريد الحفاظ على مكتسباتها. للإنصاف أقول إنه استطاع إنجاز بعضا من أهدافه بشكل أو بآخر. لكن ربما" لتمرير خبزه" كما يقال، ادعى أنه يريد الوقوف في وجه العدالة والتنمية.هل جاء فعلا من أجلنا أو من أجل الآخرين؟ لا ندري. إلى حد وقت قريب كان يستهدفنا وينتقدنا ويعتبرنا خصمه الأول.
أستاذ بنكيران ،غالبا ما يتم الربط ما بين حزب العدالة والتنمية المغربي وحزب العدالة والتنمية التركي نظرا لانطلاقهم من المرجعية ذاتها، هل هناك فعلا تشابه بين الحزبين؟
بنكيران: على الأقل هناك تشابه في الاسم. لكن ينبغي أن نعترف أن حزب العدالة والتنمية التركي هو حزب من حجم آخر وبعد آخر، لا على مستوى الإنجاز ولا على المستوى الفكري ولا على مستوى الطرق والوسائل. حتى أكون واضحا معك هم تقدُميون ومُتقدمون أيضا. ينبغي أن نأخذ بعين الاعتبار الظروف المختلفة، باعتبار أن المغرب دولة إسلامية والدولة التركية تشهر العلمانية، والظروف الاقتصادية وحجم الدولة وعدد السكان كلها أشياء مختلفة، لكن فلنقل أننا نتشابه معا في محاولة كل منا الاستفادة من الروح الدينية المتواجدة في المجتمع للدفع بعجلة الإصلاح إلى الأمام وتمتيع الشعب بحقوقه الطبيعية والتقدم في تصحيح مجال حقوق الإنسان والحريات لكن في إطار المرجعية الإسلامية وحدودها الممكنة.
هل أفهم من إجابتك أنه يصعب نقل التجربة التركية إلى المغرب؟
بنكيران: لا، لا أعتقد ذلك بتاتا، لا تنس أن هناك فروقا جوهرية، تركيا جمهورية ونحن عندنا الملكية، وفي ملكيتنا يبقى الملك هو المتصرف السياسي الأساسي، والأحزاب السياسية تعمل معه، مادام هو من يعين الوزير الأول) رئيس الوزراء ( وأعضاء الحكومة. هذا يعني أن الأفق الذي يمكن أن يكون مفتوحا لحزب العدالة والتنمية أو أي حزب سياسي آخر هو أن يكون مساهما في الإصلاح، ولا يمكن أن يدعي أي حزب أنه سيتولى عملية الإصلاح بنفسه.على كل حال، في المغرب هذه مسألة خافتة لأننا مقتنعون أن جلالة الملك يريد إصلاح الوضع في المغرب، لذلك التنافس ما بين الأحزاب يتجلى في من سيكون قادرا أكثر على مساعدة جلالته في تحقيق هذه الأهداف التي يصبو إليها.
كيف تقيمون التعامل الأوروبي تجاه الأحزاب الإسلامية في العالم العربي؟
بنكيران: مع الأسف الشديد أعتقد أن الأوروبيين منغلقون في منطقٍ يجعلهم ينظرون إلى كل ما يحمل الشّارة الإسلامية بطريقة سلبية، لكن تجربتهم أثبتت لهم أنه لا يمكن تجاوز الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية في الدول العربية لعدة أسباب، أولها أن هذه الأحزاب أحزاب جادة وبعيدة كل البعد عن النفسية العدائية، والاسلاموفوبيا المنتشرة في الغرب ، كما أنها أحزاب تُطبّق الديمقراطية بجدية أكبر من الأحزاب السياسية الأخرى. أظن أن الموقف الأوروبي اليوم دخل أيضا في منطق يتحول فيه ايجابيا في اتجاه التعامل الطبيعي مع هذه الأحزاب، والكف عن اعتبارها عدوا ومحاربتها بكافة الوسائل من خلال الأنظمة الموجودة ، إذن نتصور أن المستقبل سيكون أحسن إن شاء الله الرحمن الرحيم.
أجرت الحوار: ريم نجمي
مراجعة: هشام العدم
حقوق النشر: قنطرة 2010
عبد الاله بنكيران من مواليد 1954، حاصل على الإجازة / بكالوريوس في الفيزياء، هو مؤسس حركة الإصلاح والتوحيد الإسلامية في المغرب سنة 1982 ورئيس حزب العدالة والتنمية المغربي منذ سنة 2008 .
قنطرة
تعليق: الانتخابات البرلمانية في المغرب
مفاجآت وملل سياسي
امرأة مغربية تدلي بصوتها في الانتخابات في السابع من أيلول سبتمبر/أيلول 2007 أظهرت انتخابات السابع من سبتمبر/أيلول أن ثقة المغاربة بالنخبة السياسية في بلادهم قد تراجع بشكل كبير. وبلغت نسبة المشاركة الانتخابية هذه المرة 37% مقارنة بـ 52% في عام 2002. تعليق الباحثة سونيا حجازي
نظام الأقاليم في المغرب:
الحل السحري المنتظر؟
يقول المغرب إنه يريد إقامة نظام أقاليم موسع من أجل تحقيق التنمية والديمقراطية، وكحل لنزاع الصحراء الغربية. المحلل السياسي المغربي علي أنوزلا يتساءل في تعليقه التالي، هل تسمح طبيعة النظام السياسي بتحقيق هذا الهدف؟
خطوة ملكية جريئة
مدونة الأسرة الجديدة في المغرب
الملك محمد السادس هناك إجماع شبه كامل بين القوى الاجتماعية والسياسية المختلفة في البلاد على أن الإصلاحات القانونية التي تخص حقوق المرأة المغربية ضرورية وتدعم دمقرطة المغرب. تحليل الصحفية مارتينا صبرا.