"انتصار المقاومة العراقيّة يعني الانزلاق في حرب أهلية مفتوحة"


وأمام هذه الحقيقة التي تؤكّدها يوميّاً أعمال القتل الأعمى، يتبيّن حجم انعدام الحساسيّة العربيّة حيال هذا الاغتيال المتمادي للعراقيّين وللعراق سواء بسواء. بل يتبيّن حجم افتقار الواقع العربيّ إلى كلّ حساسيّةٍ تتعدّى مقاتلة "العدو الأجنبيّ". ومن يذهب إلى هذا الحدّ في تسييس موقفه من عنف أبناء البلد لا تُحترَم حساسيّته اللفظيّة البالغة حيال عنف "العدوّ الأجنبيّ" ولا تُحمل على محمل الجدّ.
يضاعف عري هذا الموقف وهزاله أنّ الموت العراقيّ ينزل بالعراقيّين، لا بسواهم. وهذا ما سوف يغدو، مع الانسحاب الأميركيّ الوشيك، أمراً لا يحتمل اللبس والمماراة من قبل أشدّ مؤيّدي المقاومة تأييداً لها.
إنّ مجتمعات وثقافات تملك حدّاً أدنى من الحساسيّة الصحيّة حيال هذا القتل للقتل حريّ بها أن تراجع نفسها من زاويتين على الأقلّ: زاوية استسهالها للعنف، والوجهُ الآخر لهذا العنف التقديس المرَضيّ لكلّ ما يحمل اسم «مقاومة»، وزاوية التخلّي الفعليّ عن العراق لأنّه مختلف في تركيبه وفي مساراته السياسيّة عن الدارج والمألوف في العالم والتجربة العربيّين.
لقد بات التذرّع بـ"الاحتلال الأميركيّ" لتبرير هذا القتل الهمجيّ، أو حتّى لغضّ النظر عنه، جريمةً طائفيّة متمادية تظلّل نفسها بفخيم الشعارات والايديولوجيّات... الوطنيّة والقوميّة والإسلاميّة طبعاً!.
وغداً، حين يزول الاحتلال الأميركيّ، سنرى أيّة جنّة عراقيّة ستنشرها هذه المقاومة الباسلة ربوعاً خضراء في بلاد الرافدين!.
حازم صاغيّة
حقوق النشر: صحيفة الحياة اللندنية 2010
حازم صاغية محلل سياسي معروف ومحرر سياسي في صحيفة الحياة اللندنية
قنطرة
نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية
سباق محموم وصراع ضار على المناصب
أفرزت النتائج الأولية للانتخابات العراقية منافسة قوية بين قائمتي المالكي وعلاوي وسط اتهامات متبادلة بالتزوير ومطالبات بإعادة فرز الأصوات. والسؤال الحاسم من سيتولى منصب رئيس الوزراء والمناصب السيادية الهامة الأخرى. ناجح العبيدي يسلط الضوء على معالم خارطة التحالفات المحتملة للمشهد السياسي العراقي.
التجربة الديمقراطية في العراق:
شيعة العراق كمحرك للديمقراطية في إيران؟
منذ سقوط نظام الرئيس العراقي صدام حسين، وسَّع الشيعة العراقيون نفوذهم السياسي بشكل كبير. كما أنَّ المثال العراقي صار يؤثِّر على الأحداث الراهنة في إيران، في حين تثير المظاهرات الإيرانية جدالات ساخنة في بلاد ما بين النهرين. إينغا روغ تسلِّط الضوء من بغداد على هذه القضايا.
الخارطة الحزبية في العراق الجديد
دولة دينية أم دولة القانون العلمانية؟
قبل إجراء الانتخابات البرلمانية القادمة في العراق أخذت الخارطة الحزبية تغير معالمها بشكل كبير. فبينما سادت الائتلافات الطائفية والعرقية والدينية في انتخابات 2005 السابقة، تجتاح العراق اليوم موجة من الوطنية والعلمانية في ظل التفجيرات الدموية. بيرجيت سفينسون تسلط الضوء من بغداد على هذه التغيرات.