المعارضة السورية من برلين...مطالب بتسليح الجيش الحر
منذ أكثر من عام والسوريون مرابطون في الشوارع للمطالبة بالديمقراطية والحرية وإسقاط النظام. رد نظام الرئيس السوري بشار الأسد على هذه الحركة اتسم بالحدة والعنف واستخدام القبضة الحديدية لسحقها . وحسب المعطيات الأخيرة التي كشفتها الأمم المتحدة فإن عدد القتلى وصل إلى تسعة آلاف بينهم مئات الأطفال بالإضافة إلى الجرحى والمعتقلين. وفي هذا الإطار يقول وليد سفور، رئيس اللجنة السورية لحقوق الإنسان، التي تتخذ من لندن مقرا لها، إن السلطات زجت بعشرات الآلاف من المتظاهرين في السجون وعذبتهم كما احتجزت العديد منهم في القواعد العسكرية. كلام سفور، الذي تحدث عن حالات اختفاء أيضا، جاء في حلقة نقاش حول سوريا احتضنتها العاصمة الألمانية برلين بمناسبة مرور عام على الحركة الاحتجاجية المناهضة لنظام الأسد.
دعوات المعارضة السورية للتسليح

وأوضحت سهير الأتاسي في برلين أنه على الرغم من العنف، الذي يمارسه النظام ضد المعارضة على نطاق واسع، فإن العديد من السوريين يرون الانتفاضة وكأنها احتفال بالديمقراطية. وطالبت الأتاسي بدعم المعارضة السورية حتى بالوسائل العسكرية. وأضافت "نحن في سباق مع النظام، الذي تسلحه روسيا وإيران". الأتاسي طالبت الغرب، وكرد على قيام موسكو وطهران بتسليح الجيش النظامي، "بتزويد الجيش السوري الحر بالسلاح حتى يتسنى له حماية الشعب من بطش قوات النظام".
وهذا ما يطالب به أيضاً منذر ماخوس، عضو المجلس الوطني السوري ومنسق العلاقات الدولية بالمجلس والذي يعيش في المنفى في فرنسا: "إذا أردنا أن نحمي أنفسنا، فيتحتم علينا حمل السلاح". وحذر ماخوس الغرب من التردد طويلا، فإذا لم تدعم أوروبا الثوار في سوريا بالسلاح، فإن آخرين سيفعلون. وأشار ماخوس إلى خطر استغلال الجماعات المتطرفة مثل القاعدة ليأس المعارضة لتحاول ملء الفراغ. وأعرب عن أمله في أن تنفذ المملكة العربية السعودية وقطر وعودهما بتزويد الجيش السوري الحر بالأسلحة.
ألمانيا ترفض التدخل العسكري

موريل اسبورغ، الباحثة في المعهد الألماني للسياسة الدولية والأمن، تعارض أيضا تسليح المعارضة السورية، لأن النظام يحاول اللعب بهذه الورقة سعياً لعسكرة الصراع. وتوضح اسبورغ أن "هذا هو ما يريده النظام. النظام يريد التعاطي بالأسلوب العسكري، وسوف يتفوق عسكريا". ولذلك فإنها تؤكد على دعم المقاومة السلمية وتستبعد الباحثة المتخصصة في الشأن السوري احتمال التوصل إلى تسوية تفاوضية على غرار اليمن، "فعائلة الأسد متورطة في ارتكاب جرائم وحشية". هذا لا يعني، حسب أسبورغ، أن الأسد لن يتنحى يوماً ما كما فعل نظيره اليمني علي عبد الله صالح، لكن من الواضح أن الأسد والقيادة السورية ليسا مستعدة لهذا الخيار بعد.
لا خوف من التوترات الطائفية؟

وبالرغم مما يقال عن انقسام المعارضة السورية فإن الشخصيات المعارضة التي حضرت إلى برلين بدت متفقة فيما بينها وواثقة إلى حد كبير من إمكانية التعايش بين مختلف المجموعات العرقية في سوريا بعد رحيل بشار الأسد. وأكد جورج صبرا، عضو المكتب التنفيذ للمجلس الوطني السوري والمتحدث باسمه، والذي ينتمي إلى الأقلية المسيحية في سوريا، أنه لا يوجد قلق بشأن حقوق الأقليات الدينية والعرقية وأن النظام يعمل على إثارة الخوف من انتشار الإسلام السياسي في سوريا، لكن الانتماء الطائفي لا يلعب أي دور في دولة ديمقراطية وعلمانية. ويوضح صبرا أنه سيتم ترسيخ حقوق الأقليات في الدستور الديمقراطي ويضيف "نريد دولة حديثة، كما هو الحال في أوروبا، نريد أن نختار حكامنا". وعبّر الناشط وليد سفور، المقرب من الإخوان المسلمين، عن موقف مماثل وقال إن واجب الدولة هو خدمة المواطنين وأكد على أنه سيتم ترسيخ حقوق كل المجموعات في الدستور الجديد لسوريا الديمقراطية.
بيتنا ماركس
ترجمة: مي المهدي
مراجعة: أحمد حسو
حقوق النشر: دويتشه فيله 2012