مهرجان كراتشي الأدبي.....ازدحام بالفعاليات والمشارَكات
تحظى المهرجانات الأدبية بشعبية واسعة سواء في ألمانيا أو في أوروبا أو حتى في جميع أنحاء العالم. ويحدث أحيانًا أن نشاهد نفس الكتَّاب والأدباء خلال أسابيع قليلة في كلِّ من برلين وفي مدينة جايبور الهندية وفي أربيل في شمال العراق وفي مدينة أصيلة في المغرب وكذلك في مدينة ميديلين الكولومبية المعروفة ليس فقط بتجارة المخدرات بل كذلك أيضًا بمهرجانها الأدبي الكبير. وكثيرًا ما تبدو هذه المهرجانات في الواقع مثل سفن فضاء تهبط في محيط معيَّن وتفرِّغ حمولتها من الكتَّاب والكتب والثقافة العالمية للأهالي المندهشين عندما يكون لديهم اهتمام بهذا الحدث الغريب. ولكن إذا كانت مثل هذه السفينة الفضائية تستطيع الهبوط في مدينة ميديلين فلماذا لا تستطيع فعل ذلك في مدينة كراتشي أيضًا؟
كثير من المعجبين
وكذلك حضر المهرجان من الهند الكاتب الإنجليزي وليام دالريمبل الذي يعيش منذ فترة طويلة في مدينة دلهي وتجد كتب رحلاته ومؤلفاته التاريخية السلسة حول التاريخ الإسلامي الهندي أيضًا في باكستان الكثير من القرَّاء المعجبين. وفي المقابل كان يبدو المشاركون الأوروبيون القلائل كأنهم خبراء مختصون على الرعم من أنَّهم قد عرضوا مثل نويد كرماني أو يورغن فريمبغن من ألمانيا وروبين ياسين كساب من بريطانيا بعض الكتب المرتبطة بالعالم الإسلامي التي تعد مناسبة جدًا في هذا المهرجان. ولكن كان ينقص المهرجان وجود كتب "طبيعية" جدًا من مناطق لغوية أخرى مثل القصص والقصائد التي تتحدَّث عن عالم غريب - عن عالم غريب من وجهة النظر الباكستانية والإسلامية!
منتدى للنقاش
ولكن ربما كان أهم ما في هذا المهرجان ليس الأدب بحدِّ ذاته، بل النقاشات التي كثيرًا ما كانت سياسية للغاية، مثل النقاشات التي دارت حول حرب الانفصال بين باكستان وبنغلاديش وكذلك النقاش حول وضع الأقليات الدينية والعرقية المهدَّدة في باكستان. وقد كان من الواضح مدى الاهتمام الكبير لدى الجمهور بعدم وجود حتى الآن ومع الأسف في هذا البلد سوى القليل من الفعاليات العامة التي من الممكن فيها مناقشة مثل هذه القضايا بشكل علني.
وكان من المؤسف كثيرًا أنَّ هذا المهرجان لم يستمر سوى يومين فقط في حين أنَّ عدد المشاركن فيه كان كبيرًا جدًا، بحيث أنَّنا لم نكد نجد الوقت والفرصة للقاء والحديث خارج نطاق الفعاليات الكثيرة، إذ كانت تقام في كلِّ مرة أربع فعاليات في الوقت نفسه. وببساطة كان الحضور وكذلك أيضًا الكتَّاب بحاجة إلى المزيد من الوقت للتعارف. وهنا نأمل أن يعمل القائمون على تنظيم هذا المهرجان الذين قاموا بعمل عظيم على مراعاة هذه الرغبة الصغيرة في تحسن توقيت الفعاليات في الدورة الرابعة من هذا المهرجان في العام القادم!
شتيفان فايدنر
ترجمة: رائد الباش
مراجعة: هشام العدم
حقوق النشر: قنطرة 2012