فيلم ألماني يصور معاناة الشباب المهاجر في حي نوي كولن البرليني
وكان المخرج أغوستينو إيموندي قد تعرف قبل عدة سنوات بمحض الصدفة على الإخوة عكوش خلال التحضير لإخراج فيلم حول عنف الشبيبة، ويقول عن تلك الفترة: "كنت كلما زادت معرفتي بالإخوة الثلاثة وبأوضاع أسرتهم تقوى رغبتي في إنتاج فيلم عنهم"، وبالفعل أخرج في النهاية الفيلم الوثائقي "نوي كولن أنليميتيد"، وهو فيلم يمتاز بقوة التعبير والموسيقى التي ترافق مشاهد عديدة منه. ويصور كيف يعيش الأخوة اللبنانيين الثلاثة في حي نوي كولن في مدينة برلين، الذي يعتبرونه وطنهم. هؤلاء الشبان الثلاثة يتحدثون الألمانية بطلاقة، ولم يقترفوا أي جرم، ولا يكنون لألمانيا أي مشاعر كراهية على الرغم من الصعوبات التي تواجههم مع السلطات من أجل الحصول عل حق الإقامة في ألمانيا.
الفيلم كما يقول المخرج أغوستينو إيموندي والمخرج المساعد ديتمار راتش، هو بمثابة نداء إلى الشبيبة التي تعاني من أوضاع مماثلة للتحلي بالمثابرة ومواصلة الكفاح وعدم الاستسلام. وفي الوقت نفسه يوجه الفيلم الانتباه إلى الشبان من غير المهاجرين، ويقدم إليهم "إمكانية رؤية ما يحدث خلف أبواب ديارهم وخلال حياتهم اليومية". ويعبر المخرج عن قناعته بأن التعرف على هذه الأوضاع يساعد على إزالة الأحكام المسبقة بكل سهولة. ويجد الابن الكبير حسن أن الفيلم يبين من خلال تصوير قصتهم "حقيقة الأوضاع التي يعيشها كثير من الشبان المهاجرين".
"لسنا الوحيدين في هذا الوضع الصعب"
والحقيقة التي يقصدها حسن هي أنه وشقيقته ليا وأخيه الأصغر ومارادونا لا يتراجعون أمام الصعوبات بل يسعون جاهدين لتأمين مستقبل لهما في ألمانيا. وفي ظل هذا الكفاح وهذه الصعوبات يعيش الأخوة الثلاثة على إيقاع الموسيقى والرقص بين شتى المؤثرات الثقافية وتمر حياتهم اليومية ضمن حدود حي نوي كولن البرليني الذي تكتنفه الصعوبات الإدارية والأخذ والرد مع الإدارة والسلطات. وقد حاول المخرج أغوستينو إيموندي أن يزيل في فيلم "نوي كولن أنليميتيد" الأحكام المسبقة التي تقول إن كل الأجانب في ألمانيا لا يتقنون الألمانية وأن كل الشبان الأجانب مجرمون وكل الأجانب ليسوا مندمجين في المجتمع الألماني بالشكل الكافي. ويعبر حسن عن اعتقاده بأن هذا الفيلم لابد أن يؤثر بشكل ما وربما "حث الناس على النظر إلى الأمور بشكل أدق وجعلهم يدركون أن كثيرين يعيشون مثلهم". وقصة عائلة عكوش لم تنته حتى الآن نهاية سعيدة، فقبل فترة وجيزة تم تهديدهم ثانية بالإبعاد عن ألمانيا.
الكاتبة: سيلكه بارتليك
ترجمة: منى صالح
مراجعة: عماد مبارك غانم
حقوق الطبع: دويتشه فيله 2010
قنطرة
قمة الاندماج الثالثة في برلين:
بين قراءات الساسة وروايات الواقع
أكَّد سياسيو الحكومة الائتلافية الألمانية في قمة الاندماج الثالثة وجود "حالة تحوّل واسعة النطاق في سياسة شؤون الاندماج في جميع أرجاء ألمانيا". غير أن الباحثة المختصة في شؤون الهجرة، أولغر بولات تعارض في تعليقها التالي هذا التصوير، كما تطالب باتِّخاذ إجراءات موضوعية من أجل تحسين وضع المهاجرين في سوق العمل.
المهاجرون في ألمانيا:
سياسات اندماج قاصرة وطاقات مهمشة
لم يشعر الجيل الأول من المهاجرين العمال بأن الوطن الجديد قد أصبح جزءاً من هويتهم إلا نادراً، أما أبناء المهاجرين من الجيل الثاني أو الثالث فيعتبرون أنفسهم جزءاً من المجتمع الألماني. وعلى الرغم من ذلك فإن مكانتهم الاجتماعية لم تتغير إلا قليلاً، حسبما ترى أولغر بولات.
دراسة عن "حياة المسلمين في ألمانيا":
الاندماج بدل الانعزال
على الرغم من أوجه النقص في مجال التعليم وتطوره أوضحت دراسة للمكتب الاتحادي للمهاجرين واللاجئين تحت عنوان "حياة المسلمين في ألمانيا" أن الاندماج الاجتماعي للمسلمين أفضل كثيراً من صورته النمطية. سونيا هاوغ تلخص نتائج الدراسة.