''الانتخابات الرئاسية المصرية ليست سوى خدعة وتضليل''
شارك المدوِّن المصري مايكل نبيل سند الذي يبلغ عمره ستة وعشرين عامًا في حفل أقامته كلّ من منظَّمة مراسلون بلا حدود ومنظَّمة العفو الدولية في برلين يوم الأربعاء الماضي في الثالث والعشرين من شهر أيَّار/مايو الجاري، حيث رسم صورة قاتمة للأوضاع السائدة في وطنه الآن وبعد خمسة عشر شهرًا من إسقاط الرئيس حسني مبارك على نحو مدهش. إذ قال إنَّه يعتقد أنَّ "الانتخابات في مصر ليست سوى خدعة وتضليل". وأضاف قائلاً "هم يحاولون إيهام الرأي العام والمجتمع الدولي بأنَّ الناس في مصر لديهم الخيار. ولكن الجيش في الواقع هو من يحدِّد الرئيس".
كما أنَّ المجلس العسكري الأعلى الذي يحكم مصر منذ إجبار الرئيس حسني مبارك على التنحي في الحادي عشر من شهر شباط/فبراير 2011 قام بتحديد هوية مَنْ يجوز له خوض الانتخابات ومَنْ لا يجوز له ذلك، حسب قول مايكل نبيل سند الذي يرى أنَّ هذا يحول دون إجراء انتخابات حرَّة حقيقية. وبالإضافة إلى ذلك يقول مايكل نبيل إنَّ بوسع الجنرالات أيضًا وفي أي وقت يريدون عزل أي رئيس تنتخبه الأغلبية وتقديمه إلى محكمة عسكرية. ويضيف أنَّ الجيش يبقى هو القوَّة الفاعلة في مصر، وحتى بعد الانتخابات الرئاسية.
سلطة المجلس العسكري الأعلى المطلقة

التقى مايكل نبيل في يوم الأربعاء الماضي أيضًا بمفوَّض الحكومة الألمانية الاتِّحادية لحقوق الإنسان، السيِّد ماركوس لونينغ. لقد سعت ألمانيا مثل غيرها من الدول الغربية من أجل الإفراج عن هذا المدوِّن المصري الشاب. وحاول لونينغ في نهاية العام الماضي زيارته في السجن ولكن محاولاته باءت بالفشل. وبعد هذا اللقاء قال لونينغ إنَّه كان يتابع عن كثب طيلة عدة أشهر مصير هذا المدوِّن الشاب: "كنت قلقًا كثيرًا من احتمال تعرّضه في السجن ومن خلال إضرابه عن الطعام لأضرار جسدية ونفسية. ولذلك أنا سعيد للغاية الآن لرؤيته بصحة جيِّدة يمارس نشاطه السياسي من جديد".
ممتنع عن أداء الخدمة العسكرية ومنتقد للجيش

والمدوِّن مايكل نبيل الذي كان يقبع في السجن قبل بدء الثورة بسبب امتناعه عن أداء الخدمة العسكرية تم إلقاء القبض عليه في شهر آذار/مارس من العام الماضي وحكمت عليه محكمة عسكرية في البداية بالسجن ثلاثة أعوام، وفي وقت لاحق تم تخفيض هذا الحكم إلى عامين. فقد تم اتِّهامه بإهانة الجيش ونشر معلومات كاذبة بالإضافة إلى إضعاف السلامة العامة. لقد نشر مايكل نبيل على موقع فيسبوك وفي مدوَّنته مقالات نفى فيها أنَّ الجيش يمثِّل مصالح الشعب. وكتب أيضًا أنَّ الجيش لم يكن قطّ مع الناس، وأنَّ "الثورة نجحت حتى الآن في التخلص من الدكتاتور ولكن الدكتاتورية ما تزال موجودة". وفي شهر آب/أغسطس من العام الماضي دخل مايكل نبيل في إضراب عن الطعام سرعان ما عرَّض حياته للخطر بعد أن رفض أيضًا شرب الماء وتناول الأدوية.
وبعد احتجاجات واسعة النطاق قامت بها جماعات حقوق الإنسان في مصر وخارجها تم العفو عنه أخيرًا في شهر شباط/فبراير 2012 في الذكرى السنوية للثورة وأطلق سراحه من السجن. وفي هذا الصدد قال مايكل نبيل خلال زيارته برلين: "لقد فهم الجيش أنَّني سأضرّهم عندما أكون في السجن أكثر من مضرَّتي لهم عندما يطلقون سراحي". وهو يستطيع الآن وبدعم واسع التعبير عن رأيه بحرِّية نسبية والسفر إلى دول الخارج، مثلما يقول. ولكن في المقابل تقوم السلطات الآن حسب قوله بإعاقة شقيقه الأصغر مارك الذي كان يدعمه في الفترة التي قضاها في السجن ويكافح من أجل إطلاق سراحه، كما أنَّه رافقه الآن في زيارته لألمانيا.
بيتينا ماركس
ترجمة: رائد الباش
مراجعة: هشام العدم
حقوق النشر: دويتشه فيله 2012