تركيا تبحث عن أفضل مؤذن - السوبرستار المؤذن



يتعرَّف المشاهد من المؤذِّن مصطفى يامان، الفائز في مسابقة الأذان الأخيرة، على مدى ارتباط غناء الأذان، الذي يتلى في تركيا حسب سلم المقامات الكلاسيكية بفنّ الغناء الدنيوي. "لو لم أكن قد ذهبت إلى مدرسة دينية، ربما كنت سأصبح مغنيًا"، مثلما يقول المؤذِّن مصطفى يامان ويشير بفخر إلى مقالٍ صحفي يتحدَّث حول فوزه في مسابقة عام 2017. عيسى أيدين، مؤذِّن لمسجد في ضاحية، يريد إقناع لجنة التحكيم بصوته العالي، ويقول حول سُمعة المؤذِّن وعمله: "أنا أتساءل دائمًا إن كان أذاني ربما يُحفِّز شخصًا ما على الصلاة. كلما استطاع المؤذِّن جذب المزيد من الناس إلى المسجد، كلما زاد نجاحه". دراسة بيئية لجزء مهم من المجتمع التركي كلما تعمقنا أكثر من خلال هذا الفيلم الوثائقي في النظر إلى عالم المؤذِّنين، تصبح الموسيقى مع الوقت ثانوية ويتحوَّل فيلم سيباستيان برامسهوبر إلى دراسة بيئية لطبقة مهمة في المجتمع التركي. في مطبخ السيِّد هابيل أوندس، وهو أستاذ المؤذِّنين من دون منازع ورئيس للجنة تحكيم المؤذِّنين يخشاه الجميع، تدور هنا وهناك النساء بنشاط حتى يتمكَّن هابيل أوندس من تناول عشائه. ويبدو أنَّ المخرج سيباستيان برامسهوبر قد اختار هذه المشاهد من بين أكثر من مائة وخمسين ساعة من اللقطات المصوَّرة، بغية إبراز العادات المحافظة لدى أشخاص موضوع فيلمه. تبدو البساطة والجهود التي يبذلها المؤذِّنون من أجل إقناع لجنة التحكيم منعشة للطبيعية البشرية. لذلك فهم يشربون بانتظام الحليب مع العسل من أجل الحصول على صوت مثالي، ويتدرَّبون تدريبًا مكثَّفًا. في المسابقة، التي تقام في مسجد أمام جمهور مكوَّن من الرجال، تسود بين المتسابقين حالة من التعرُّق والارتعاش العام. الآن يصبح الإخوة في الإيمان، الذين يرتدون بدلات أنيقة، خصومًا شرسين. وعندما يفوز في النهاية المؤذِّن عيسى أيدين بشرف تمثل إسطنبول في هذه المسابقة على المستوى الوطني، يبدو خالد أصلان منزعجًا. من الواضح أنَّه يحسد خصمه على هذا النصر ويشكو من أنَّ الأصوات الأعلى يتم تفضيلها دائمًا على الأصوات العميقة. [embed:render:embedded:node:23692] وحول فيلمه يقول سيباستيان برامسهوبر: "لقد عايشت أبطالي كرجال عمليين للغاية، يتابعون في الحقيقة عملهم بشغف، غير أنَّهم مع ذلك يتحدَّثون حول الجوانب الموسيقية أكثر من الجوانب الروحية". وهكذا يمكننا في نهاية فيلم "المؤذِّن" أن نربط أصوات الأذان التي تبدو لنا أحيانًا وكأنَّها من عالم آخر، والتي ترتفع من المساجد، بأشخاص حقيقيين من لحم ودم، يتوقون للتقدير والنجاح، ويمكنهم من خلال جديَّتهم الساذجة في بعض الأحيان جعل الجمهور يبتسم بلطف. ولذلك فإنَّ أفضل ما يميِّز هذا الفيلم الوثائقي هو أنَّه يمنح الإسلام التركي من خلال قصص المؤذِّنين الأتراك بكلِّ طموحاتهم واهتماماتهم وجهًا إنسانيًا تمامًا. ماريان بريمرترجمة: رائد الباشحقوق النشر: موقع قنطرة 2018ar.Qantara.de