إبداعات فنية بإسقاطات سياسية


الفنان جاد سلمان من مواليد مدينة طولكرم 1983 يعيش اليوم في باريس، جعل لافتة تحذير إحدى حواجز التفتيش الإسرائيلية تضيء براقـّةً بألوان الباستيل، بشكلٍ يشبه مساحات اللون الرقيقة للمناظر الطبيعية الحالمة في منطقة البحر الأبيض المتوسط كما رسمها من قبلٍ فنانون مثل أوغست ماك August Macke وباول كلي Paul Klee أو هنري ماتيس Henry Matisse – وسطٌ هادئٌ بأسلوب ساخر، يتصنّع بالألوان مشاهد جميلةً لم يعد لها وجودٌ بهذا الشكل في الضفة الغربية.
تحولت الطبيعة إلى مناطق إداريةٍ مُقَطـّعةٍ جرى تصميمها على طاولات السياسة. وثمة جدار يرتفع أمتارًا ويلتهم الأرض على طول الحدود، ويقطع أوصال المناطق، التي لا بدَّ من أنْ تبقى منفصلةً عن بعضها البعض إلى الأبد، بحسب نظرة بُناة هذا الجدار.
ليس من شأن حتى القدير أنْ ينجح في تغيير شيءٍ في ظرفٍ من هذا القبيل. أو هذا على الأقل ما يشير إليه الفنان التشكيلي سليمان منصور المولود عام 1947 في بير زيت، ففي لوحته الجدارية التي رسمها على الجدار الفاصل في رام الله نرى لمسة الرب وآدم والأصابع الممدودة – وهو المشهد الرئيس للوحة مايكل أنجلو الشهيرة التي رسمها على سقف كنيسة سيستينا في روما.
لكن في حين تكاد يد الخالق أن تلاقي يد المخلوق في عمل فنان عصر النهضة الإيطالي، نرى أصابع الرب وآدم في رام الله تبعد أمتارًا عن بعضها البعض. ويبدو أنه حتى المصافحة البسيطة في فلسطين ليست في إطار الممكن.
أهوال الحرب
أما إذا حدثت اللقاءات، فتكون قاسية في أغلب الأحيان. هذا ما تظهره على الأقل الفنانة ﻓﻴرا ﺘﻤﺎري، التي ولدت في القدس ﻋﺎم 1945 وتعمل اليوم في رام الله. "القيام بنزهة" اسم التركيب الفني الذي أنجزته في عام 2002. حيث تُظهر ركام أربع سيارات سويت بالأرض، مصفوفة بدقة وعناية خلف بعضها البعض.
من شأن المرء في العالم الغربي أن يفهم هذا العرض على أنه نقدٌ للمجتمع الاستهلاكي – لكن في فلسطين تتدافع في الأذهان تداعيات حول لقاءات بائسة بالدبابات الإسرائيلية، وحول حوادث وقعت على ذاك "الطريق إلى اللامكان"، الذي يقود في عمل فيرا تماري الفني مباشرة إلى العدم. أما الفنانة رولا حلواني التي تعمل في القدس فتعرض الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بأسلوبٍ أكثر مباشرةً وأكثر عنفـًا. "غارة سلبية" اسم سلسلة من نسخ نيجاتيف صور فوتوغرافية أنتجتها عام 2002 بمناسبة الحصار الذي فرضته القوات الإسرائيلية على كنيسة المهد في بيت لحم واستمر أكثر من خمسة أسابيع. تـَظهر فظائع الحرب هنا بطريقة عنيفة يصعب الذهاب إلى أبعد منها.
الفن بوصفه كرونولوجيا
يسجّل الفن الفلسطيني أحداث الواقع. وبهذا يقول عن نفسه الكثير في ذات الوقت. إنه سياسيٌ بدرجةٍ عالية. ولكنه في نفس الوقت مُنهك القوى إلى حدٍّ كبير – على الأقل بمفهوم عجزه عن فرض فضاءاته الخاصة إزاء واقعٍ ذي سطوة شديدة جدًا. لا يقود الفن إلى عالمٍ أفضل، ولا يبقى إلا اللجوء إلى السخرية والاقتضاب.
ولكن من ناحيةٍ أخرى: من ذا الذي ما زال يأمل بالخلاص اليوم عبر الفن؟ مضى منذ فترة طويلة زمنُ الاستعلاء بوصفه درجة ً مرجوةً، وفي أحسن الأحوال يمكن أن يوظـَّف الفن باعتباره معارضة ً للواقع، لكن في ظل سطوة الواقع الجارفة يكاد لا يستطيع سوى الشهادة على هذا الواقع. وبذلك يتولّى الفن وظيفة الكرونولوجيا، فهو لا يستطيع الإيمان بعالمٍ أفضل، وهو أعجز من أن يقوم بتصميم عالمٍ كهذا.
كيرستن كنيب
ترجمة: يوسف حجازي
حقوق النشر: قنطرة 2010
قنطرة
معهد مانيفيكات الموسيقي في القدس:
عالم موسيقي موحد في مدينة مقسَّمة
تعد القدس عاصمة الديانات السماوية الثلاث وهنا في قبو أحد الأديرة في البلدة القديمة في مدينة القدس توجد المدرسة الموسيقية الوحيدة التي يتعلَّم فيها طلبة مسيحيون ويهود ومسلمون العزف والغناء الجماعي. دانيال بيلتز قام بزيارة لهذه المدرسة في مدينة القدس وأعد هذا التقرير.
المطربة الفلسطينية ريم بنا:
الموسيقى والحفاظ على الهوية
تتحدّث معظم أغاني ريم بنّا عن معاناة الفلسطينيين - بشكل ملحّ وعاطفي وأحيانًا بصورة قاسية تبلغ حدّ الابتذال. تملك المطربة الفلسطينية ريم بنّا الكثير من المعجبين الفلسطينيين في إسرائيل وفي المناطق المحتلّة. ومع ذلك ظلت الى ما قبل فترة قصيرة غير معروفة تقريبًا على المستوى العالمي. ريم سجلت الآن ألبومها العالمي الأوّل "مرايا روحي". مارتينا صبرا تعرّفنا هنا على هذه الفنانة الفلسطينية.
موسيقار الفلسطيني عادل سلامة:
الحوار هو روح الفن!
"منذ صغري وأنا أستمع إلى موسيقى العود، فأمي كانت تغني وأبي كان يعشق الاستماع إلى فريد الأطرش. " عادل سلامة ملحن وعازف عود فلسطيني يقيم في أوروبا منذ عام 1990، أصدرعددا من الأعمال الموسيقية. ينتمي سلامة إلى الموسيقيين العرب الذين يتخذون من أوروبا مكانا لإيصال موسيقاهم إلى المتلقي العربي وغيره.عادل سلامة أيضا داعية فعال للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. صالح دياب أجرى معه الحوار التالي.