"ثروة الجزائر نقمة على عامة الشعب"
روف: يراهن بعض المراقبين على أنه قد يحدث الآن ما حدث في أكتوبر عام 1988 حينما وقع تمرد فعلي امتد إلى جميع أنحاء الجزائر. وبسبب الأوضاع القائمة ربما يحدث هذا حاليا لأن المحتجين موجودون في كل الجوانب وليس فقط في المدن الوسطى والقرى، إذ وصلت الاضطرابات إلى وهران ثاني أكبر مدن الجزائر، وكذلك إلى باب الواد أحد أفقر أحياء العاصمة الجزائرية. والوضع يتخذ بعدا يبدو خطيرا فعلا ويمكن أن يشتعل لو حدث شيء في تونس، ذلك البلد البوليسي الهادئ نسبيا. والجزائريون بسبب تاريخهم لديهم استعداد أكبر للعنف، كما أن الأمور في الجزائر فيما يخص الفقر والغني تعد أكبر جسامة بكثير مما هو في تونس.
هل يمكن أن يلعب الاتحاد الأوروبي دورا معينا في الجزائر في المرحلة الحالية؟ أم أن نفوذه محدود؟
روف: أعتقد أن الاتحاد الأوروبي لديه مصلحة في أن يعم الهدوء والاستقرار على الجانب الآخر من البحر المتوسط، لكن الاتحاد الأوروبي ليس بريئا من الأوضاع القائمة في شمال إفريقيا وخصوصا في تونس. فتونس دخلت منطقة التجارة الحرة، لأن لديها اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبي، وهو ما أدى إلى تدمير كامل للشركات الصناعية الصغيرة والمتوسطة التي كانت في طريقها للتطور، لأن المنتجات الصناعية رخيصة الثمن، التي تصدر من الاتحاد الأوروبي إلى بلاد شمال إفريقيا لا يمكن أن تنافسها منتجات هذه البلاد. لذلك لا يمكن أن تنشأ صناعة محلية، لأن منتجاتها – برغم الأجور المتدنية- تبقى أغلى من البضائع الأوروبية بالغة الرخص.
هذه هي المشكلة الرئيسية، وهي في تونس أصعب كثيرا منها في الجزائر، التي ليس لديها بنية اقتصادية حقيقية، إذ إنها تعتمد على الواردات فقط. وقد زادت أسعار القمح بشكل طاغ ولاسيما في الشهور الأخيرة لدرجة أن ما يتبقى من العائدات الضخمة للنفط والغاز بعد خصم ما يجري وضعه في الجيوب الخاصة للنخب الحاكمة لا يكفي لإمداد الشعب باحتياجاته الضرورية.
أجرى المقابلة: لؤي المدهون
ترجمة: صلاح شرارة
مراجعة: طارق أنكاي
حقوق النشر: دويتشه فيله 2010
قنطرة
النهضة الاقتصادية في الجزائر:
مشاريع طموحة في انتظار حصاد الطفرة النفطية
هل تعتبر الجزائر دبي الثانية؟ كما هو حال دول الخليج يُدِر ارتفاع سعر النفط ثروة هائلة على خزينة الجزائر، ليُنفق في تحسين البِنية التحتية والعمل على تهيئة المناخ لجذب الاستثمارات الخارجية إلى هذا البلد. مارتينا تسمرمان تستعرض هذه المناخ الاقتصادي العام.
العنف الإسلامي في الجزائر:
مكافحة الإرهاب بين المصالح الأوربية وتبادل الاتهامات
من هو المسؤول الفعلي عن المجازر في الجزائر؟ طلبت الحكومة الجزائرية مرارا من الاتحاد الأوروبي إدراج مجموعتين إسلاميتين أصوليتين جزائريتين في "لائحة المنظمات الإرهابية". لكن رغم موافقة الاتحاد الأوروبي على ذلك، إلا أنه لم يقم حتى الآن بأية خطوة ملموسة. بيرنهارد شميد عن الخلفيات.
السياسة والاقتصاد في الجزائر:
عسكرة الاقتصاد تعيق النهضة الشاملة
شهد الجزائر في الوقت الحاضر ازدهارا اقتصاديًا لم تعشه من قبل، وذلك لأنَّ سعر النفط المرتفع يعود على ميزانية الدولة بالمليارات. ولكن على الرغم من ذلك فإنَّ هذا الانفراج المالي لا يشكِّل انتعاشًا في اقتصاد البلد بقدر ما يزيد من ثروات النخب السياسية في الجزائر. تحليل من فيرنر روف