مسيرة أدبية في زمن الأخطاء
تناقش روبرتو دو هولندا مع شكري قبل وفاته بخصوص مصير أعماله. وفي هذا السياق يشرح الوكيل الأدبي: "كان هناك خياران مطروحان، إما إعطاء الأعمال لجامعة أوروبية أو أمريكية، أو وضعها بعهدة مؤسسة مغربية". اختار محمد شكري الحل المغربي، فقد خشي من جهةٍ احتمال أن تتوقف الحكومة عن التكفّل بالمصاريف الباهظة لعلاجه من مرض السرطان، في حال إعطائه حقوق نشر أعماله للخارج. ومن جهةٍ أخرى كان من شأن منح حقوق النشر لإحدى الدول التي استعمرت المغرب واضطهدته تاريخيًا أن يكون مخزيًا.
الخلاصة التي ينتهي إليها روبرتو دو هولندا، الذي تحوّل من وكيلٍ إلى صديقٍ حميمٍ لمحمد شكري بعد سنوات طويلة من العمل المشترك: "يمكن القول من منظور اليوم، بأن أداء الخارج كان من شأنه بالتأكيد أن يكون أفضل بكثير من أداء المغاربة أنفسهم".
الخلاف حول الإرث يعرقل قيام مؤسسة شكري
يبقى في الواقع سلوك الرؤساء الخمسة لمؤسسة شكري التي أنشئت على الجانب المغربي ثم توقف عملها بعد وفاة المؤلف مباشرة، إشكاليًا للغاية. فالتنازل عن الحقوق الأدبية لصالح المؤسسة يتعارض مع قانون الإرث المغربي. وعائلة محمد شكري المكوَّنة من أختيه وأخيه، هي الوريثة الرسمية ولا يمكن تجاوزها ببساطة.
يتساءل روبرتو دو هولندا حتى يومنا هذا: "لماذا دفع هؤلاء السادة الخمسة الكرام شكري للتوقيع على تصريحٍ يعلمون بعدم وجود أية صلاحيةٍ له؟". ويضيف دو هولندا باستياء واضح: "إنَّ الوزير السابق والمتحدث باسم القصر الملكي لديهما إلمامٌ دقيقٌ بالوضع القانوني بالتأكيد". وبالرغم من ذلك تُرِكَ محمد شكري معتقدًا بأن كل شيء يسير على ما يرام. "إنني أسمّي هذا انتهاكًا للوصية الأخيرة للإنسان" كما يقول دو هولندا.
ليس من الصعب فهم هذا الاستياء. لقد دفن الرؤساء الخمسة رؤوسهم في الرمال بعد وفاة شكري واختفوا تقريبًا عن الأنظار. ولم يسع أيٌّ منهم قط لإيجاد حلٍ، ناهيك عن التوصّل إلى اتفاقٍ معقولٍ مع ورثة محمد شكري. ومن الطبيعي أنْ يتمسّك هؤلاء بحقوقهم، فالأمر يتعلق بالكثير من المال في نهاية المطاف. إنَّ أيدي دور النشر مكبلةٌ فيما يتعلق بالتكليف بترجمات جديدة لكتب شكري أو طباعة نسخ إضافية منها بعد انتهاء مدة العقود المبرمة، وذلك بسبب النزاعات العائلية حول توزيع الإرث.
ووفقًا لهذا يبدو المشهد قاتمًا في الذكرى الخامس والسبعين لميلاد شكري، فكتبه لم تعُد متوفرةً في أي مكان، باستثناء بعض المناطق في فرنسا وبريطانيا والمغرب. وغدا جليًا منذ فترة طويلة أنَّه يتوجّب على المغرب أنْ تقدم فيما يتعلق بـ "قضية شكري" حلاً تقبله جميع الأطراف المعنية. وبغض النظر عن ذلك، يبقى من الصعب تصوّر أنَّ مؤسسة تهدف لدعم الكتّاب الناشئين وكذلك الفنانين الآخرين بحسب رؤية شكري، يمكن أنْ تموَّل من إرث كاتبٍ راحلٍ واحدٍ فقط، وهذا في بلدٍ يعاني أكثر من ثلث سكانه من الأمية.
ألفريد هكنسبرغر
ترجمة: يوسف حجازي
مراجعة: هشام العدم
حقوق النشر: قنطرة 2010
قنطرة
طنجة تستعيد ألقها القديم:
عاصمة للثقافة في المغرب
مدينة طنجة البيضاء في إعلان قديم "يا له من مكان عجيب!" قال ويليام.س. بوروز، الكاتب الأمريكي، في أحد اللقاءات الصحفية عن طنجة، المدينة التي أصيبت بالإهمال خلال العقود الماضية تشهد الآن حملة ترميم وتجديد، وهاهي تجذب إليها مجددا عددا من المشاهير. تقرير ألفريد هاكنسبرغ
"الغداء العاري" لوليم بوروز:
أدب أمريكي من المغرب
"الغداء العاري" هي أشهر روايات الكاتب الأمريكي وليم س. بوروز. هذا العمل الذي نشر لأول مرة قبل نصف قرن في باريس، رأى النور في مدينة طنجة المغربية الساحلية، وسط أجواء من عدم الاستقرار النفسي والاجتماعي . ألفريد هاكنسبرغر اقتفى آثار الكاتب الأمريكي في طنجة.
رسائل إلى شاب مغربي":
18 كاتباً ....18 رسالة... 18 حكاية
في ضوء الظروف الحياتية الصعبة التي يعيشها الكثير من أبناء المغرب عمد الكاتب المغربي عبد الله طايع الذي يعيش في باريس إلى حث ثمانية عشر كاتباً مغربياً إلى أن يكتب كلٌ منهم رسالة مفتوحة إلى مواطنيه. هذه الرسائل نشرت الآن في كتاب بعنوان "رسائل إلى شاب مغربي". كيرستن كنيب يعرفنا بهذه المجموعة من الرسائل.