"صيام رمضان يسر لا عسر - بلا إفراط أو تفريط"




إن صوم رمضان يساعد على معرفة مختلف أشكال الإدمان وتجاوزها. والمسلمون الذين ابتعدوا عن دينهم يمتلكون الفرصة من جديد لكي يمارسوا دينهم من جديد (وعلى الأقل يحاولون فعل ذلك) وخصوصا وأنه خلال رمضان نلتقي أكثر ببقية المسلمين، عبر الإفطار الجماعي أو الصلاة في المسجد. لكن الفقراء من يستفيدون أكثر من رمضان. فالصوم أولا بالنسبة للناس الذين تعودوا على معدة فارغة، ليس بالأمر الصعب مقارنة بنظرائهم من الطبقة المتوسطة والغنية. وعلاوة على ذلك يمتلك الفقراء فرصة أن يأكلوا حتى الشبع في المساء. ذلك أنه يتم تقديم طعام الإفطار في العديد من المساجد أو حتى من قبل بعض أصحاب المطاعم. لكن، أن يبقى الجانب الروحاني؟ إنه لا ريب تحد كبير أن تقدم على الصوم في بيئة بعيدة عن الإسلام والتدين عموما. لكن من ناحية أخرى، حتى المسلمين قد يتحولون إلى مصدر إزعاج. وعلاوة على ذلك، وكما حدثني أحد معارفي، فإن الشعور برمضان في ألمانيا أفضل منه في تونس مثلا، حيث يقضي الكثير من الناس نصف النهار نيام ليستيقظوا في النصف الثاني من أجل إعداد مائدة الإفطار. "أين يبقى الجانب الروحاني من رمضان؟ ليس هذا هو الهدف من الصوم!". إنه أمر مقنع لا ريب، رغم أنني كنت أحلم بقضاء شهر رمضان في بلد مسلم. ولم أكن لأصل وحدي إلى هذه الفكرة، وذلك لسبب بسيط، وهو أني قضيت رمضان لحد اليوم في ألمانيا فقط، ولا ريب أن ذلك لم يكن سيئا، أقول لنفسي حين أفكر بالأمر. لكن العشب يبدو، كما يقال دائما، أكثر خضرة على الجهة الأخرى. آنيا هيلشرحقوق النشر والترجمة: موقع قنطرة 2018ar.Qantara.de آنيا هيشلر كاتبة ألمانية معروفة اعتنقت الإسلام قبل سنوات وتشارك في النقاش العام حول الإسلام والمسلمين في ألمانيا.