مشاعر الحنين إلى بلاد الرافدين وجسور التواصل اللغوي



ويشكل الحنين إلى الوطن الأصلي، أي العراق، أبرز المشاعر المشتركة لجميع الكتاب اليهود من أصل عراقي. ففي رواية "عايدة" ، التي تترجم حاليا إلى اللغتين العربية والكردية، يعود سامي ميخائيل، الحائز على عشرات الجوائز الأدبية في إسرائيل، إلى شوارع بغداد في بداية التسعينات قائلا: "وينوّه اليهودي: لا يوجد للبيت مثيل، بينما يقر العربي: بيتي ولا قصر الملك. وثمة أناس يولدون ويترعرعون في نفس البيت المعروف والقديم .. يجوز أن سقفه بات يتمايل من فـرط الشيخوخة، والأرضية مشققة ومرقعة، لكن هذا البيت يبقى محبوبًا، مثل الأم التي حفرت تجاعيد الشيخوخة وجهها. وتتردّد بين جنبات بيت كهذا أصوات الجيل السابق. فسيمفونية الأجيال هي، عمليًا، الوطن الأصلي".
تفاعلات عربية عبرية مدعاة للتفاؤل
وردا على سؤال لدويتشه فيله عن جدوى الكتابة بالعربية في إسرائيل، يقول البروفسور شموئيل موريه "إننا نكتب لتدوين التاريخ. فنحن نمثل الذاكرة العراقية للجيل الناشئ في العراق. ففي مذكراتي استخدمت العامية اليهودية والعربية الدارجة في العراق، فالأولى توشك على الانقراض والثانية تتغير باستمرار".
ويعج المشهد الثقافي الإسرائيلي بالإنتاج الأدبي العراقي وتراجم من والى العربية. غير أن الطفرة الحقيقية هي تخطي الجيل الصاعد لما يسميه الشاعر الشاب إيلي إلياهو بـ"محطات الخجل"؛ وذلك في إشارة إلى سلوك والده الذي كان يسارع إلى تحويل موجة الراديو من العربية إلى العبرية بعد خروجه من كاراج السيارات الخاص إلى الطريق العام، خشية أن يسمع أحد المارة البث العربي. ومع تجاوز "محطات الخجل" وغيره من المحطات بات التحليق في سماء الثقافة والحضارة العربيتين سمة من سمات المشهد الأدبي الإسرائيلي؛ إذ تتفاعل في هذا المشهد الثقافتان العربية والعبرية، مما يدعو إلى التفاؤل في توسيع رقعة الحوار والتفاهم بين شعوب المنطقة.
ليندا منوحين عبد العزيز ـ تل أبيب
مراجعة: أحمد حسو
حقوق النشر: دويتشه فيله 2010
قنطرة
قراءة في كتاب "كافكا" لعاطف بطرس:
كاتب يهودي من منظور عربي
يسلط الكاتب المصري عاطف بطرس في كتابه "كافكا، كاتبٌ يهودي من منظورٍ عربي" الذي صدر مؤخرا بالألمانية الضوء على كيفية تلقي أعمال كافكا عربيا منذ العام 1939 وحتى يومنا هذا من خلال تحليل هذه الأعمال والإسقاطات السياسية التي حملتها ودراستها من خلال دلالاتها المجتمعية والفكرية والأدبية. يوليان تانغيرمان يعرفنا بهذا الكتاب.
اليهود العرب والأدب العربي:
اللغة والشعر والهويّة المتفرّدة
يبدو تصوّر الهويّة اليهودية-العربية المشتركة متعذّر اليوم بحكم الوضع السياسي القائم في الشرق الأوسط، بيد أنها كانت حقيقة واقعة قبل الحرب العالمية الثانية، كما هي الحال مع الهويّة اليهودية-الألمانية. شهود هذه الهويّة اليهودية-العربية الممتزجة هم اليهود الناطقون باللغة العربية وشعراؤها.
التصوف اليهودي والإسلامي:
على خطى الصوفية بعباءة يهودية
أحدث الصراع في منطقة الشرق الأوسط فجوةً عميقةًً بين اليهود والمسلمين. بينما يُنسى أن هاتين الديانتين قد أغنت بعضها بعضًا في الفلسفة والتقاليد الروحانية على مدى عدة قرون من الزمن. نيمت شكر تلقي الضوء على جوانب تأثير الإسلام الصوفي على التصوف اليهودي.