أوباما العرب
وثالثا، هناك دافع واحد على الأقل وراء الثورات العربية، وهو الدافع المتغلغل في السياسة الغربية أيضا: ألا وهو الرغبة في نسيان الحقائق، والمخاطر، والمستقبل، والتركيز فقط على التخلص من الأوغاد والأنذال. ونستطيع أن نرى هذه المشاعر منعكسة في الشعار الذي ارتفع في كل أرجاء المنطقة: "الشعب يريد إسقاط النظام". والواقع أن بعض هؤلاء الأوغاد تجاوزوا بالفعل تاريخ صلاحيتهم. وفي بعض الأحوال سرقوا هم وأتباعهم الكثير من الثروات الوطنية. ومن يستطيع أن يقول أن هذا الدافع لابد وأن يُعَد في مرتبة أدنى من بقية الدوافع التي تزود متاريس الديمقراطية بالرجال؟ إن الرغبة في "التخلص من الأوغاد" تستحق الاحترام. ولكن من المؤسف أنها لا تؤدي دوماً إلى المزيد من الديمقراطية.
وأخيرا، يتعين على إدارة أوباما أن تضع في اعتبارها أن النظام القديم في بعض البلدان سوف يستبدل قريبا. ولكن قد يتبين مع الوقت أن التغيير كان أقل من المأمول في مستهل الأمر، بل ولعله يجلب معه وضعاً قد يكون أسوأ من الوضع الراهن (ويحضرني هنا ما حدث بعد الثورة الفرنسية، والثورة البلشفية، والثورة الإيرانية). ولكن لا شك أن النتائج في بلدان أخرى قد تكون مبشرة (كما حدث في أعقاب الثورة الأميركية، وثورات أوروبا الشرقية في عام 1989).
العامل العسكري؟
بيد أن بعض العمليات التاريخية قد تتعثر في النهاية على الرغم من انطلاقها المفاجئ السريع. ذلك أن الدكتاتور الذي لم يبال بشعبه قد يبرهن في واقع الأمر على براعته في التشبث بالسلطة. وفي ظل ظروف كهذه سوف تنطلق حتماً أصوات تطالب الغرب ـ الولايات المتحدة على وجه التحديد ـ بالإطاحة بالطغاة عسكريا. وحين تُبرِز مثل هذه الوصفات نفسها، فيتعين على صناع السياسات أن يتوخوا الروية والحذر وأن يسألوا أنفسهم كيف وصل الطاغية إلى مكانته تلك في المقام الأول. فعندما أطاحت القوات التي قادتها الولايات المتحدة بالدكتاتور صدّام حسين في عام 2003، لم يُبذَل إلا أقل القليل من الجهد لمحاولة فهم الكيفية التي تمكن بها طاغية من أصل ريفي مثل صدّام حسين من الاستيلاء على السلطة والاحتفاظ بها طيلة تلك الفترة، وكيف نجح في استغلال العلاقات المعقدة بين السُنّة والشيعة، أو كيف تمكن من إدارة النظام القَبَلي المعقد في العراق.
بالطبع، كان الإرهاب هو الأداة التي استخدمها صدّام، ولكن ما ساعده أيضاً كان فهمه للعمليات السياسية والاجتماعية الداخلية. والواقع أن الولايات المتحدة ـ التي تبدأ عامها التاسع من التورط في العراق، الذي كلفها أكثر من تريليون دولار، والذي أسفر عن آلاف الضحايا من الأميركيين والعراقيين ـ كانت لتحسن صنعاً لو فهمت أولاً تلك العمليات بنفس القدر من الدقة. ما شك أن هذا الدرس لابد وأن يفرض نفسه على استجابة الولايات المتحدة لنشوء عالم عربي جديد ـ ولكنه ليس بالضرورة عالم انتقل إلى الديمقراطية حديثا.
كريستوفر هِل
ترجمة: أمين علي
حقوق النشر: بروجيكت سنديكيت 2011
كريستوفر ر. هِل مساعد وزير الخارجية الأميركية الأسبق لشئون آسيا، وكان سفيراً للولايات المتحدة في العراق وكوريا الجنوبية ومقدونيا وبولندا، ومبعوثاً خاصاً إلى كوسوفو، ومفاوضاً في اتفاقيات دايتون للسلام، وكبير مفاوضي الولايات المتحدة مع كوريا الشمالية أثناء الفترة 2005-2009. وهو يشغل حالياً منصب عميد كلية كوربل للدراسات الدولية في جامعة دنفر.
قنطرة
المغرب العربي بعد ثورة تونس
جروح وبلاسم
يرصد المفكر المغربي المعروف محمد سبيلا في هذه المقالةالتحليلية نقاط التقاطع بين دول المغرب العربي التاريخية والاجتماعية والسياسية، كما يكشف الدور الذي تلعبه الهوة بين الأجيال المختلفة، خاصة وأن الشباب لم يعد مقتنعا بأطروحات الجيل السابق في ظل الأوضاع الاجتماعية المزرية التي يعيشها.
حوار مع كبير الباحثين في مؤسسة كارنيجي عمرو حمزاوي
"الإطاحة بالرئيس التونسي بن علي درس لبقية الأنظمة العربية"
تتوالى الأحداث في تونس الخضراء بصورة متلاحقة. عمرو حمزاوي، كبير الباحثين في مؤسسة كارنيجي، يؤكد في حوار مع أميرة محمد ، أن الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي يمثل درسا هاما لبقية الأنظمة العربية السلطوية، التي ترفض إجراء إصلاحات ديمقراطية وإقتصادية.
الثورة الليبية:
لماذا تتردد بعض الدول العربية في دعم الثورة الليبية؟
يتساءل الكاتب والأكاديمي السعودي خالد الدخيل في هذه المقالة عن الموقف الرسمي العربي من الثورة الليبية وإصرار بعض الدول العربية على رفض الحظر الجوي، مؤكدا أن مستقبل موجة الثورات الشعبية في العالم العربي أصبح معلقاً على ما سوف تنتهي إليه في البحرين، واليمن، وليبيا.