الدراسة الجامعية والحوار

من المنتظر أن يزداد تعاون جامعة إرلانغن الألمانية وجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا الإماراتية على مستوى البحث والتعليم بعد التوقيع على اتفاقيتي شراكة وتوأمة بين المؤسستين. تقرير فلوريان فاغنَر.

من المنتظر أن يزداد تعاون جامعة فردريك-أَلكساندر في مدينة إرلانغن الألمانية وجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا الإماراتية على مستوى البحث والتعليم بعد التوقيع على اتفاقيتي شراكة وتوأمة بين المؤسستين. تقرير فلوريان فاغنَر.

بدأت شبكة جامعة عجمان للعلوم التكنولوجيا التدريس في عام ١٩٨٨، هذه الجامعة الإماراتية التي عقدت معها الآن جامعة فردريك-ألكساندر التابعة لمدينة إرلانغن الألمانية اتفاقية عمل مشترك وتوأمة. تنص هذه الاتفاقية على التبادل ما بين الطلاب والباحثين، وعلى أن يعملوا سويةً من أجل إقامة مؤتمرات علمية وتأسيس مشاريع مشتركة للبحوث.

يهدف هذا المشروع إلى التحسين من التبادل العلمي والتكنولوجي والاقتصادي ما بين أوروبا والبلدان العربية.

أُنجز مشروع الاتفاقية هذا بصورة غير بيروقراطية وبسيطة. فقد خضع قبل فترة رئيس شبكة جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا، الدكتور سعيد عبد الله سلمان، لفحوصات طبية في المستشفى التابع لجامعة إرلنغن. ومنذ تلك اللحظة أصبح متحمسًا لتشجيع العمل المشترك مع جامعة إرلانغن؛ التي تحافظ منذ أمد طويل على علاقات وطيدة مع العالم العربي.

جهود جامعة إرلانغن العلمية

ففي جامعة إرلانغن قام في بداية الخمسينات المستشرق هانز فير، بتأليف المعجم العربي الألماني الذي لا يزال حتى يومنا هذا ضروريًا ولا غنًى عنه بالنسبة لطلاب العربية. كما يجري جغرافيو جامعة إرلانغن أبحاثًا عميقة في مدن من العالم العربي، منها في حلب وصنعاء والقاهرة أو دمشق؛ هذا وقد استهدف العديد من الرحلات الاستطلاعية الأكاديمية كل من شمال أفريقيا وشبه الجزيرة العربية.

وطبقًا لذلك تم ربط شبكة واسعة من العلاقات، تتجلى في الشراكة والتوأمة الجامعيتين مع جامعات عربية، مثل عَمّان وبغداد أو الموصل. وحاليًا تساهم جامعة إرلانغن بنشاط في دعم إعادة إعمار البنى التحتية للجامعات في العراق، وتقدم يد العون في تأسيس النظام القانوني الأفغاني.

يقول رئيس جامعة إرلانغن، الدكتور كارل-ديتر غروسكه: "إن ما كان ينقصنا حتى ذلك، هو توطيد العلاقات مع دول الخليج - ليس فقط بسبب وضعها المهم من الناحية الاقتصادية، إنما أيضًا بسبب حضارتها الغنية بالتقاليد ونظامها التعليمي الذي يسعى نحو الرقي".

منطقة الخليج سريعة الإزدهار

يبلغ عدد الإماراتيين ٢٠ بالمائة من مجمل عدد السكان فقط. وهم يحاولون تهيئة أجيالهم الناشئة للإدارة المستقبلية.

بدأت إقامة دور التعليم المناسبة لذلك في عام ١٩٧٧ ، وذلك مع بناء "جامعة الامارات العربية المتحدة"، التي تقتصر الدراسة فيها على الطلاب المحليين. ومن ثم أضيفت لها في نهاية الثمانينات "المعاهد التقنية للتعليم العالي"، التي تعنى - طبقًا للنموذج الأمريكي - بالتعليم في الاختصاصات التقنية بالأساليب وتوجيهات عملية، وتتخذ من الإنكليزية لغةً للتدريس.

وإلى جانب معاهد التعليم العالي هذه تم في عام ١٩٨٨ تأسيس جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا AUST كجامعة خاصة. وهي موجودة في أربع مواضع، في كل من عجمان وأبو ظبي والعين والفُجيرة.

ما الذي ينتظره الطالب أو المعيد الذي يقضي في جامعة عجمان فصلاً دراسيًا أو مدة أطول أيضًا؟ في بادئ الأمر تُقدم الجامعة عرضًا غنيًا: يتمثل في برنامج يحتوي على ثلاثة وعشرين بكالوريوس من مختلف الاختصاصات، المعلوماتية والعلوم الهندسية وعلوم إدارة واقتصاد المؤسسات واللغات.

يستفيد حاليًا من هذا العرض ستة عشر ألف طالب، وبهذا تعد جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا أكبر جامعة خاصة في الامارات العربية المتحدة.

هذا وطبقًا لتقارير الهيئة الألمانية للتبادل الأكاديمي DAAD فإن الحجرات الدراسية والمختبرات مجهزة تجهيزًا مميزًا، بأحدث التقنيات، وبتجهيزات أخرى من بينها شاشات العرض الخاصة بالمؤتمرات، وطبعًا بأجواء رائعة للعمل والدراسة.

يشكل الاماراتيون القسم الأصغر من الهيئة التدريسية. يقول هارتموت بوبتسين، الباحث في العلوم الإسلامية في جامعة إرلانغن وأحد مؤسسي المشروع: "يوجد هنا عدد كبير من الأجانب، وقبل كل شيء من المصريين والفلسطينين واللبنانين. إذ تُعد المرتبات المالية بالنسبة لهم أكبر بكثير مما لديهم في بلدانهم".

كذلك يوجد من بين الطلبة طلاب محليين وأجانب، ممن استقروا في عجمان. هذا وقد أدى العدد المرتفع للطلاب الأجانب، وكذلك التوجه الشديد نحو النموذج الأمريكي، إلى إقرار اللغة الانكليزية كلغة التدريس المعتمدة في الاختصاصات العلمية. حيث لا يتم التعليم باللغة العربية إِلاّ في الدراسات التربيوية.

دورات للغة الألمانية

سوف يجري العمل المشترك في المستقبل على مستويات مختلفة، على حد قول البروفيسور هارتموت بوبتسين: "سنعمل على تقديم دورات للغة الألمانية في عجمان،فهذه هي الخطوة الأولى. وبالإضافة إلى ذلك من الممكن لنا أن نقدم إلى عجمان قبل كل شيي مساعدة تنموية في المجال الطبي.وفي المقابل ستفتتح جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا مقرًا خاصًا بها في ألمانيا. يدور الحديث في هذا الصدد حول إرلانغن وبرلين".

سوف يكون هذا المقر هو الثاني في أوروبا إلى جانب المقر الموجود في فالينسيا، ومحاولةً رائعةً من أجل التبادل العلمي، ومن أجل حوار براغماتي مع العالم العربي.

بقلم فلوريان فاغنر
حقوق الطبع قنطرة 2005 ©
ترجمة رائد الباش

قنطرة

حوار علمي ومقابلات شخصية تبني جسورا للتواصل
تعمل الهيئة الألمانية للتبادل الأكاديمي منذ أعوام على تطبيق برنامج للحوار مع العالم الإسلامي، حيث تنظم المدارس الصيفية وندوات التبادل والنشاطات الثقافية السنوية، بهدف التقارب بين الثقافتين الأوروبية والإسلامية وإزالة الأحكام المسبقة. تقرير فرنسيسكا نيدريغ

الجامعة الألمانية في القاهرة
افتتحت في القاهرة أول جامعة ألمانية في الخارج. التقت قنطرة بالدكتور أشرف منصور مؤسس الجامعة ويدور الحوار حول المنهج المتبع في التدريس وأسباب تأخر الألمان في إنشاء جامعة على غرار الولايات المتحدة وفرنسا و كيفية الدراسة بالجامعة الألمانية

www
جامعة عجمان