شهرزادات في المهجر بنات جيل قاوم الملالي والشاه



وتكشف وجهات نظرهن الفريدة أبعاداً جديدة للقارئ؛ إنهن ينظرن إلى عوالم الثقافتين بنظرة شخص خارجي ويصورن بوضوح هوياتهن المختلطة، المنسوجة معاً باستخدام روابط ملونة من مختلف الأشكال والصيغ. وفي الآن ذاته، ينتقدن العناصر"المزعجة" في كلا النظامين حين تبدو، من وجهة نظر إنسانية، غير متوافقة مع الفكر الحر، بينما يسبرن حيّز التجربة بين السياسة، والتهميش والحرية الفنية في عالمين وثقافيين. وعلى النقيض من قراءات النقّاد الألمان، لا تُعنى هذه الأعمال دائماً بمجاورة الحياة التقليدية والحديثة، ولكن غالباً برسم مكان تلتقي فيه نقاط الاختلاف هذه وتنسجم بشكل جيد، بطريقة تتطلب مهارة فائقة للتصوير. مصادر الإبداع تحكي رواية السيرة الذاتية لمهرنوش زائري-أصفهاني، على سبيل المثال، قصة فتاة وُلِدت وترعرعت في نهر زاينده رود في أصفهان مسقط رأسها. وبعد وصول آية الله الخميني إلى السلطة، فرّت بطلة الرواية الشابة ووالديها إلى تركيا، في البداية إلى البوسفور في اسطنبول ومن هناك إلى أنهار ألمانية مختلفة مثل نهر شبري، وهافل ونيكار، لينتهي بهم المطاف في هايدلبيرغ. وتصبح تدريجياً البلدة الجامعية الصغيرة، حيث بدأت حياتها الجديدة، مكاناً حيث تذهب للبحث عن الفضاءات المألوفة لطفولتها في أصفهان.أما رواية "ست عشرة كلمة" فهي نافذة واسعة مفتوحة على السيرة الذاتية لمؤلفتها ذات الـ 38 عاماً ابراهيمي. التي فر والداها أيضاً فيما مضى من الثورة الإسلامية في إيران. وقد وُلِدت منى، بطلة الرواية، في طهران، ولكنها عاشت في كولونيا (ألمانيا) منذ طفولتها المبكّرة ونشأت تتقن لغتين. وهي تعرف مسقط رأس والديها من خلال رحلات سنوية لزيارة أقارب في إيران. وبعد أن أنهت دراستها وشرعت برحلة بحثية صحفية طويلة إلى طهران، تبدأ بعلاقة غرامية مع رجل متزوج، لا يعلم بها حبيبها الألماني في كولونيا: "عندما هبطت في مطار كولونيا-بون، كان كل شيء قد اختفى. كما لو أن منى مختلفة كانت تترجل من الطائرة"، هكذا تصف ابراهيمي بضمير المتكلم الحالة النفسية للساردة في روايتها بعد إقامتها في طهران. [embed:render:embedded:node:17557] بينما يشرح أبطال رواية "طهران هادئة ليلاً" مواقفهم وآراءهم حول الحياة الإيرانية والألمانية. والأبطال هم الأب بهساد، والأم ناهد، والابنة لاليه والابن مراد، الذين يروون قصصهم على مدى ثلاثة عقود، من عام 1979 إلى هزيمة الحركة الخضراء في عام 2009. تتميز الرواية بحضور شخصياتها النسائية وعوالمهن الغريبة بشكل ساحر. وفي ذات الوقت، تبني بازيار، التي تبلغ الـ 27 من العمر، تذكاراً للجيل الكامل الذي قاوم الأعمال الوحشية لنظام الملالي. وتقول عن السياق السياسي والتاريخي لكتابها: "نعم، كان والداي جزءاً من المقاومة الشيوعية في إيران"، وتتابع "حصلت على الكثير من المعلومات الأساسية منهم، لكنني خلقت الشخصيات من نقطة الصفر". وفي الوقت نفسه، فإنها تشابه مراد، ابن العائلة، بوصفه ممثل لجيله الذي نشأ في ثقافتين أو ثلاث: إيرانية وكردية وألمانية. تؤكّد بازيار: "الهوية الهجينة هي أمر نموذجي في جيلي وجيل مراد". فهيمة فارسايترجمة: يسرى مرعيحقوق النشر: إيران جورنال / موقع قنطرة 2018ar.Qantara.de
فهيمة فارساي، محامية وناقدة أدبية وفنية تنتمي إلى الجيل الأول من الكاتبات الإيرانيات في ألمانيا. وقد نشرت، إضافة إلى النصوص السينمائية، والمسرحيات ومسرحيات الإذاعة، ست روايات. تُرجِمت العديد من أعمالها إلى الانكليزية والاسبانية.