آستانة العاصمة الأحدث في العالم... مدينة "حوار الأديان"




لم يمض الكثير من الوقت على اختيار آستانة عاصمة، حتى دخلت العاصمة الشابة بقوة في عداد كبريات العواصم الشهيرة في العالم المعاصر، والجميع يتحدثون عنها. والمسألة لا ترتبط بفن العمارة الحديث فيها، الذي نشط وبرز منذ اختيارها عاصمة، بل ولأنها تحولت بالفعل إلى مركز سياسي واقتصادي وثقافي يمتد تأثيره داخلياً، وإقليمياً في مجالات شتى.
يُعقد في آستانة الكثير من المؤتمرات الدولية، التي يهدف بعضها إلى توطيد العلاقات الاقتصادية بين دول العال، وبما يتناسب مع الشروط الحالية للاقتصاد العالمي، ويهدف بعضها الآخر إلى بناء عالم أكثر أمناً واستقراراً. وتعرف عاصمة كازاخستان اليوم على الخريطة العالمية بوصفها مركزاً للحوار بين الديانات المختلفة، ففي مدينة آستانة بدأ العد التنازلي لانطلاق الحوار البنّاء بين الديانات والحضارات، وإنشاء نظام عالمي جديد، يعيش فيه أناس من ديانات ومعتقدات مختلفة في سلام وتجانس، وظهرت فيها بوادر وجذور الحديث عن مصير السلام، ودور الديانات في الحفاظ عليه ودعمه، مثل مؤتمر حوار الحضارات والأديان الذي انعقد لأول مرة في آستانة منذ عدة سنوات، على مستوى رجال دين من مختلف الأديان، واستمر بالانعقاد بشكل دوري.
منذ عـشـرة أعـوام اعـترفـت الـيونيسكو بفوز عاصمة كازاخستان آسـتانة في مسابقة «مدينة من أجـل السلام». وطوال هذه السنوات تـوجـت آستانة بهذا اللقب، وها هي تجمع ضيوفاً في مؤتمر فريد لزعماء روحيين، وتؤكد العاصمة أنها تعتبر فعلاً مدينة السلام، إن النقاشات الدائرة في المؤتمر أكدت مرة أخرى استعداد واهتمام القادة الروحيين بالحوار، وكانت الآراء المختلفة التي طرحت أثناء المؤتمر تجمعها فكرة واحدة، وهي الاهتمام بمصير هذا الكوكب المتعدد والسعي للبحث عن سبل لدعم الوفاق والتفاهم المتبادل بين الدول والـشـعوب، ومـمثـلي مختلف الأديان.
في هذا السياق قال عظمات بيرديباي سفير كازاخستان لدى قطر : اللافت بأن فكرة تنظيم مؤتمر حوار الأديان لم تأتِ من زعيم ديني، بل من رئيس دولة علمانية، هو الرئيس الكازاخستاني نور سلطان نازارباييف، إن فكرة نازارباييف لقيت تأييد جميع الزعماء الدينيين في العالم، واستقبل المؤتمر الأول نحو 30 وفداً من دول أوروبا وآسيا والشرق الأوسط وأميركا، ممثلين عن الإسلام والمسيحية واليهودية والبوذية والهندوسية والداوية والسينية، وجميع التوصيات والمقترحات التي قدمها رؤساء المذاهب الدينية في العالم قد تم الأخذ بها عند صياغة الوثائق الأساسية والبيان الختامي...) ويتابع الديبلوماسي الكازاخستاني (الدلائل تؤكد الاعتراف بنجاح مبادرة كازاخستان والثقة فيها)، ويضيف بيرديباي (كانت العاصمة الكازاخستانية أول من بادر بمحاولة استغلال القدرات الروحية والأخلاقية للأديان العالمية بهدف حل القضايا الدولية
ومواجهة التهديدات العالمية والتعصب الديني).
وتجدر الإشارة إلى ان مبادرة كازاخستان تنسجم مع جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من خلال مؤتمر مكة المكرمة، ومؤتمر مدريد، ومؤتمر نيويورك. وعاصمة كازاخستان الشابة الواقعة على ملتقى الحضارات الكبرى في العالم تعد مكاناً مميزاً بين الشرق والغرب، وقد بدت كازاخستان أمام العالم أجمع بصورة دولة تعرض نمودجاً في الوفاق الاجتماعي والديني ورؤيتها الخاصة في حل القضايا العالمية. ويبقى القول إن آستانة كعاصمة تمثل جزءاً أساسياً من الفكر القومي الكازاخستاني، ونجاح الدولة الحديثة.
آستانة - باسل الحاج جاسم
حقوق النشر: الحياة اللندنية 2010
قنطرة
ستراتيجيا أوروبية جديدة تجاه آسيا الوسطى:
الانفتاح المنتظر نحو الغرب
حقل نفط في منطقة تنغيز في كازاخستان استأثرت آسيا الوسطى بعد انهيار الآتحاد السوفييتي باهتمام خاص من قبل الإتحاد الأوروبي بسبب احتياطيها الهائل من النفط في بحر قزوين. هذا هو ما دفع ألمانيا الى إطلاق مبادرة إستراتيجية لتقوية العلاقات مع دول المنطقة. بقلم ماركوس بينسمان.
أذربيجان دولة قائمة على النفط والمخابرات:
سحر الأرقام
المستحصلة من بيع النفط في أذربيجان إلى تقوية دعائم السلطة الاستبدادية التي يملكها رئيس الدولة إلهام علييف، حيث تدخل العوائد في جيوب الأقارب والمنتفعين، كما أنها تشكّل في الوقت ذاته خطرا على اتفاقية وقف إطلاق النار المبرمة مع أرمينيا. مقال كتبه توبياس اسموت.
جمهوريات آسيا الوسطى ومنظمة الأمن والتعاون في أوربا:
في أسر الدكتاتوريات الجديدة
لم تستغل منظمة الأمن والسلام في أوربا فرصة تاريخية لإحداث إصلاحات في آسيا الوسطى. الحكم الاستبدادي والفساد يخيمان على آسيا الوسطى، مثلما تسود أَنظمة استبدادية، لا تعرف أَي اعتبارات لحقوق الإنسان ولا لسيادة القانون، وهذا يعود أيضا إلى فشل منظمة الأمن والتعاون في أوربا حسب رأي المعلق ماركوس بينسمان