مبادرة ألمانية من أجل ضحايا زلزال بم

قضى الطالبان الألمانيان إيفون وديفيد أصعب لحظات حياتهما تحت أنقاض منزل خرّبه الزالزال. بعد رجوعهما إلى ألمانيا شرعا بجمع التبرعات لمساعدة أهالي المدينة. تقرير مارك ميشيل

كانت الطالبة ايفون البالغة من العمر ستة وعشرين عاما نائمة عندما داهمها الزلزال: "هدر صوت كالرعد وانهار كل شيء في الحال" ومثلها مثل كثيرين كانت ايفون محتجزة تحت الأنقاض، لحسن الحظ لم تعاني من أية آلام- لقد قبعت في تجويف. لكن أيفون تقول "إنه لمن المفزع سماع الحكايات عن ضحايا الزلزال الآخرين،."

السرير المنُقذ

وعندما سمعت إيفون أن شخصا يقوم بالحفر تجاهها، انتابها الفزع من أن ينهار عليها التجويف الذي كانت محتجزة داخله. من خلال ثقب استطاعت أن تدخل ذراعها عبره، بدأ اتصالها مع العالم الخارجي. وتقول: "لمس أحدهم يدي وضغط عليها وكان هذا شعورا جميلا يفوق الوصف، عندئذ عرفت أن كل شيء على ما يرام.".

ونجا ديفيد صديق إيفون هو الآخر من الزلزال المدمر، وأصيب فقط بجروح خفيفة وبرضوض في ساقيه لكن دون أن يمنى بعاهات أو إصابات مستديمة وكان من حظ ايفون وديفيد أنهما كانا ينامان على سرير معدني مكون من طابقين، وهذا ما حماهما من سقوط أحجار الطوب اللبن عليهما.

ويرجع الفضل في إنقاذهما إلي أحد السياح الألمان ويدعى ميشائيل رونكل من نورنبرغ ، حيث لم يصب ميشيل بأذى وبدأ بالتعاون مع عدد من الإيرانيين في الحال في الحفر، وبعد فترة قصيرة نقل الألمان الثلاثة الى إحدى المستشفيات في طهران.

بعد ذلك عاد الثلاثة إلى ألمانيا، وبدءا على الفور في حملة تبرعات، وأعانهم اهتمام الإعلام الألماني بالناجين الألمان من زلزال بم، في إيجاد متبرعين. لم يكف الهاتف عن الرنين وقاموا بتنظيم أعمال خيرية ومحاضرات لعرض ماحدث على شرائح توضيحية. وهم مستمرون في جمع التبرعات من أجل بم ويحرصون على استمرار الاتصال بالأشخاص العائدين من بم وطهران.

وقد جمعوا حوالي مائة ألف يورو في حساب التبرعات، لكن ليس من الواضح متى وكيف سيستثمرون هذه الأموال في مشروع ما. صحيح أن كل المنظمات الكبرى التي تقدم المساعدات موجودة في بم، ولكن لا توجد مشروعات محددة، لأنه لم يتقرر بعد ما إذا كان سيعاد بناء بم مرة أخرى أم لا.

حدث فاصل

إن الأحداث التي مروا بها في بم غيرت من طريقة حياتهم بشكل جوهري، ويقولون:"عندما عدنا إلى ألمانيا أحسسنا بتأنيب الضمير لأننا رجعنا الآن مرة أخرى الى عالمنا السليم، فلدينا مسكن دافيء وطعام كاف وملابس وغير ذلك."

كان أول يوم بعد العودة إلى ألمانيا قاسيا عليهم، لأن بم ما زالت حاضرة في أذهانهم، لذلك فإن جمع التبرعات سيساعدهم على التعامل مع الحدث، وتقول إيفون @إنه لمن المهم لنا أن نقول لهؤلاء "شكرا!"

مارك ميشيل، دويتشه فيلله 2004