ظلال إرث الاستعمار لا تزال حاضرة



وحينها أعلن أورتفو أنَّه يتم في المطارات الفرنسية منذ شهر نيسان/ أبريل 2009 إخضاع رعايا سبع دول توصف بأنَّها "دول خطرة" لإجراءات تفتيش دقيقة ومنظمة. وكذلك اعتبر الجزائر واحدة من بين هذه الدول بالإضافة إلى أفغانستان وباكستان ومالي. وبالتالي لقد شكَّل ذلك إهانة للجزائر، لا سيما وأنَّ أنشطة الإرهابيين الإسلامويين في الجزائر تراجعت إلى نسبة ضئيلة جدًا بالمقارنة مع ما كانت عليه قبل خمسة عشر عامًا. وعلى الرغم من استمرار وقوع بعض الاعتداءات المنفردة والمروّعة حتى الآن، إلاَّ أنَّ الإسلامويين المتشدِّدين خسروا في الحقيقة منذ عقد من الزمن مواجهة الدولة الجزائرية في أثناء الحرب الأهلية الدموية التي استمرّت من عام 1992 وحتى عام 1999.
التهرّب من المسؤولية
وعلى كلِّ حال إنَّ العلاقات الفرنسية الجزائرية توتَّرت بسبب القانون الفرنسي الخاص بالتعامل مع تاريخ فرنسا الاستعماري، والذي صدر في الثالث والعشرين من شهر شباط/ فبراير 2005؛ وفي فقرته الرابعة المثيرة للجدل يلزم هذا القانون العاملين في مجال التعليم والعلماء بالتشديد على "الدور الإيجابي الذي لعبه الوجود الفرنسي في الخارج، وخاصة في منطقة شمال إفريقيا".
وفي بداية عام 2006 قرَّر في آخر المطاف الرئيس الفرنسي الأسبق، جاك شيراك اعتبار هذا القانون غير دستوري وإلغاءه، وذلك لأنَّ تحديد محتويات المناهج الدراسية ليس من اختصاص السلطة التشريعية. وقبل ذلك أثار هذا القانون اضطرابات كبيرة في المستعمرات الفرنسية السابقة في منطقة البحر الكاريبي.
ولكن لم يتم نسيان هذا القانون خاصة في الجزائر التي سقط فيها طبقًا للتقديرات المختلفة في أثناء الحرب الاستعمارية ما بين ثلاثمائة ألف جزائري ومليون جزائري. ولذلك يمكن اعتبار مشروع القانون المطروح حاليًا في البرلمان الجزائري أيضًا كجواب متأخر على الموقف الفرنسي. ومن الممكن أيضًا أن يكون اعتراف حكومة الائتلاف اليميني في إيطاليا بجرائم الاستعمار الإيطالي في ليبيا - على عكس ما هي عليه الحال فرنسا، من الأسباب التي دفعت الجزائر إلى اتِّخاذ هذه الإجراءات. وفي الحقيقة لقد اعترف رئيس الوزراء الإيطالي، سيلفيو برلوسكوني رسميًا في شهر آب/ أغسطس 2008 وكذلك في شهر حزيران/ يونيو 2009 بالجرائم التي ارتكبتها إيطاليا في ليبيا خلال فترة الاستعمار.
ولكن من الممكن أيضًا أن يعود سبب توتّرت العلاقات الجزائرية الفرنسية في الوقت الراهن أيضًا إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة في كلا البلدين. وفرنسا التي ما تزال المورِّد الرئيسي للسلع الاستهلاكية التي يتم تصديرها إلى الجزائر، أصبحت تعدّ من ناحية أخرى منذ عام 1990 أكبر زبون للصادرات الجزائرية. وبذلك تخلت فرنسا عن دورها الاقتصادي الرائد الذي لعبته لفترة طويلة في هذا البلد. ومن بين الأسباب التي أدَّت إلى ذلك حقيقة أنَّ فرنسا تعتبر هذا البلد المغاربي قبل كلِّ شيء مصدرًا للمواد الخام وسوقًا لترويج منتجاتها - ولا تعتبره كمكان للاستثمارات المستدامة.
برنهارد شميد
ترجمة: رائد الباش
مراجعة: عماد مبارك غانم
حقوق الطبع: قنطرة 2010
قنطرة
الجنود الأفارقة في أوربا:
الآلاف من الأفارقة اشتركوا في تحرير فرنسا
اشترك العديد من رؤساء دول إفريقية في احتفالات الذكرى الستين لتحرير فرنسا من الاحتلال الألماني وكانت هذه المرة الأولى التي يحظي فيها قدماء المحاربين الأفارقة الذين حاربوا في صفوف الجيش الفرنسي باهتمام واسع لدى الرأي العام الفرنسي. تقرير غوتز نوردبروخ.
عام الانتخابات الرئاسية 2009 من الجزائر إلى موريتانيا وتونس:
ديمقراطية الجنرالات....سيناريوهات التمديد
يرى الكاتب التونسي، سليم بوخذير، في مقالته أن الانتخابات الرئاسية في البلدان المغاربية الثلاث، الجزائر وموريتانيا وتونس، تؤكد أن "الجنرالات" يتخذون من الديمقراطية مطية من أجل صبغ نظام حكمهم بصبغة مدنية والتي جاءت كذلك نتاجا لعمليات تطويع الدستور لخدمة التمديد.
حوار مع الروائي الجزائري ياسمينة خضرا:
"أكتب بالفرنسية ولكن برؤيتي الجزائرية"
ياسمينة خضرا هو الاسم المستعار للأديب الجزائري محمد مولسهول الذي عمل سابقا ضابطاً في الجيش الجزائري، حيث تشكل رواياته قراءات في الحالة العربية والإنسانية. في هذا الحوار الذي أجراه معه ريتشارد ماركوس يتحدث الكاتب الذي يعيش في المنفى الفرنسي عن عمله وعن الفوارق بين الثقافة العربية والغربية.