"نُحاول إحياء العلاقة التي كانت قائمة بين الثقافة العربية الإسلامية والثقافة الغربية المعاصرة"



هل نشاطات المعهد مُقتصرة على الوضع في فرنسا ام سيوسع نشاطه أوروبيا؟
ريفيل: حتى الآن كان الإسلام في فرنسا مُرتبطا بالاستعمار القديم كما بالهجرة. بعد سقوط جدار برلين حدث تغير في فرنسا. لذلك يجب إعادة النظر في كل المفاهيم عن الثقافات الإسلامية التي كانت سائدة. وهذا لايمكن تحقيقه في فرنسا فقط وانما بالتعاون مع عواصم أوروبية أخرى مثل برلين ومدريد حتى يتكون شئ اسمه "إسلام أوروبي" الذي هو جزء من الثقافة الغربية. يجب الشروع في الحوار ليتشكل إسلام مُستقل عن الدول الاسلامية.
في العديد من الدول ذات الأغلبية الاسلامية يعيش مواطنون ينتمون إلى ديانات ومٌعتقدات أخرى، وهم جزء من المكون الثقافي لهذه البلدان. الكثير منهم يعيش أيضا في فرنسا. هل لهؤلاء مكان في هذا المعهد؟
ريفيل: في فرنسا هناك تميز واضح بين الإسلام كدين والإسلام الذي يعني الإسلام الثقافي والحضاري والتاريخي. نحن نحاول الربط بين المفهومين لكي ينفتح الإسلام الديني على الاسلام العلماني الثقافي. وهذا مايساعد في الحوار مع الآخرين. هكذا تُفهم العلمانية. عندما نتحدث عن الإسلام الثقافي نعني به أيضا الناس المنتمين إلى الديانات والمعتقدات الأخرى الذين ينحدرون من الدول الإسلامية. إننا نُريد التعريف بالإسلام الذي أثرً في الثقافات الأخرى وتأثر بها.
هل تعتقدين أن هناك إسلاما فرنسيا آخذا في التطور؟
ريفيل: مثلما حدث في التاريخ أن الإسلام انتشر في بلدان عديدة وأخذ اشكالا مختلفة على حسب طبيعة هذه البلدان، نجد اليوم في فرنسا إسلاما في طريق التكوين له خصوصياته يختلف عن الإسلام في الدول الأخرى.
ماهي نوع النشاطات والفعاليات التي يقوم بها المعهد؟
ريفيل: نقوم بنشاطات عديدة مثل تعليم اللغة العربية والخط العربي، إضافة إلى ورشات عمل في المسرح والموسيقى والأدب. تقتصر نشاطات متحف اللوفر ومعهد العالم العربي على إبراز العصر الذهبي للحضارة الإسلامية. نحن نحاول خلق مشاريع جديدة لمبدعين منحدرين من هذه البلدان لنظهر أن هناك ثقافة معاصرة موجودة. مثلا أقمنا عرضا كبيرا عن "الحب العذري" وهناك نظرة أن هذا الشكل الأدبي هو من إبداع الغرب. لكن لو قرأنا كتاب أراغون الشعري "مجنون الزا" لرأينا كم تأثر هذا الشاعر بكتاب مجنون ليلى. فهذا دليل على وجود حضارة انسانية متبادلة ما بين الشرق والغرب. وقد قام بإنجاز هذا المشروع الموسيقي السوري عابد عازرية مع الكاتب الفرنسي المعروف جان كلود كارير.
وهناك مشروع آخر لفنان فرنسي اسمه فرنسوا مورلين. حين زار الأندلس لأول مرة عام 1965 ورأى الفن المعماري في اشبيلية وقصر الحمراء انبهر كثيرا وأعاد النظر في كل آرائه. واكتشف هناك ما أعطته الهندسة العربية الاسلامية للغرب.
لذلك أصبح يميل الى مشاريع جديدة. ونحن سنقيم له معرضا عن علاقة الفن المعاصر الغربي بالفن العربي والاسلامي. هذا مانجده ايضا في أعمال ماتيس وكليه ودي لاكروا الذين تأثروا بالفن الذي نشأ في البلدان ذات الطابع الاسلامي. الغرب كان دائما لايعترف بالتاثير الثقافي للشرق، حيث كان هناك من يدعي بأن الغرب منفصل عن الشرق ولم يأخذ منه شيئا. من خلال هذه النشاطات نُحاول إحياء العلاقة التي كانت قائمة بين الثقافة العربية الاسلامية والثقافة الغربية المعاصرة.
أجرى الحوار: سليمان توفيق
مراجعة: هشام العدم
حقوق النشر: قنطرة 2010
قنطرة
روز عيسى تتحدث عن صفقة "اللوفر" مع أبو ظبي:
مركز عالمي جديد للثقافة في الخليج
روز عيسى عقد متحف اللوفر مؤخرا صفقة بالملايين مع أبو ظبي. لكن النقاد في فرنسا يخشون أن يؤدي ذلك الى تصفية تراث الأمة. المنسقة المستقلة والناقدة الفنية روز عيسى ترد على هذه المخاوف في حديث صحفي أجراه معها لويس جروب.
تأثير العولمة على دول المغرب العربي :
ضياع الهوية في بلاد السحر
تقف الدول المغاربية أمام خطر كبير يتهدد خصوصيتها الثقافية وقيمها وتقاليدها ويعود ذلك خصوصاً إلى سياسات حكومية سيئة وإلى ضغوطات العولمة، كما يكتب المتخصص في الشؤون المغاربية بيآت شتاوفر.
حوار مع إيزابيله فيرينفيلز:
"الاتحاد المتوسطي أضحى أسير الشروط المسبقة"
"نحن لسنا جياعًا ولسنا كلابًا يُلوَّح لنا بالعظام فنجري لالتقاطها"، بهذه الكلمات القاسية وصف معمر القذافي رفضه المشاركة العربية في الاتحاد المتوسطي. فلِمَ تعارض ليبيا هذا الاتحاد وما مدى المنافع التي يمكن أن تجنيها دول المغرب العربي منه؟ لينا هوفمان في حوار مع إيزابيله فيرينفيلز من المعهد الألماني للدراسات الدولية والأمنية .