العلمانية الليبرالية...ضمان للمساواة وبديل إنساني لكل أشكال التطرف

وربما يمكن القول بأن فرادة المشروع العلماني الليبرالي من ناحية تاريخ الفكر العالمي بأنه المشروع شبه الوحيد، إن لم يكن الوحيد، الذي يوفر لأعداءه حرية إعلان وممارسة الحرب ضده وضمن سياقات قانونية يقرها هو ذاته ويدافع عنها. والشيء المثير والذي يدعو للرثاء دوما هو المفارقة التي تجمع خشونة وقسوة الأيديولوجيات الدينية مع قدرتها الهائلة على الحشد والتعبئة، مع الحيرة والتردد والهشاشة الجانب العلماني الليبرالي. فالعلمانية وإبنتها الديموقراطية الليبرالية، وفي تعاملهما مع الدين وتعبيراته وتطرفاته، لا تملك الحمولة الأيديولوجية القادرة على إيقاف زحف الدين. هناك بطبيعة الحال حالات علمانية مؤدلجة وذات طبيعة إستئصالية تبنتها دول بوليسية، لكن هذه الحالات تخرج عن سياق النقاش هنا الذي يركز على النموذج العلماني المُعبر عنه بالديموقراطية الليبرالية والذي يتمتع فيها خصومها بالحرية الكاملة.
على ذلك تتطور إشكالية بالغة التعقيد والصعوبة تتمثل في أن العلمانية بصيغتها الليبرالية تلك وبإنتصارها الدائم للحرية تصبح وكأنها غير آبهة بأن يمتد حبل أعدائها ويطول إلى أن يلتف حول عنقها ويشنقها فعلا. ما نراه في أوروبا الغربية من سعار ديني متزايد ناتج عن الخوف المتبادل بين الإسلام والمسيحية بدأ يأخذ طريقه ليحتل قلب الفضاء الذي كانت الممارسة العلمانية الليبرالية تحتله. تعبيرات ذلك السعار تتمثل في النجاحات المتزايدة التي تحققها أحزاب اليمين المتطرف, من فرنسا إلى هولندا وصولا إلى بلغاريا وغيرها. وتتمثل أيضا في النجاحات المتزايدة التي تحققها حركات الإسلام السياسي في السيطرة على الجاليات المسلمة وخطابها وتعبيراتها.
اليمين المسيحي المتطرف يرى في العلمانية الليبرالية النظام المُتساهل والإسترخائي الذي سمح للمسلمين في أوروبا بحرية العمل والتنظيم وتعامل بلا مبالاة تجاه اتساع نطاق تأثير الجماعات المتطرفة. واليمين الإسلاموي المتطرف يرى في العلمانية الليبرالية (والغرب كله) عدوا أزليا لا طريقة للتعامل معه سوى إعلان كفره والحرب ضده.
كل الأطراف التي تحارب العلمانية الليبرالية لا تطرح بديلا عنها سوى التطرف الديني أو الإثنوي أو الارتداد إلى كل انواع العصبيات التي لا تقدم أية صيغة حقيقية للتعايش بين المجموعات البشرية تقوم على المساواة. أقصى ما يمكن أن تم تقديمه هنا أو هناك هو "التمنن" على أصحاب الأديان الأخرى بمساحة ما، وهي مساحة حدودها غامضة، تضيق وتتسع بحسب القوة المسيطرة، وهي في العادة تواصل ضيقها ويقل إتساعها.
خالد الحروب
حقوق النشر: موقع قنطرة 2010
مراجعة: لؤي المدهون
قنطرة
الحركات اليسارية والليبرالية في العالم العربي:
أي مستقبل للعلمانيين العرب إذن؟
يدعو الكاتب والباحث المصري عمرو حمزاوي ممثلي الاتجاهات اليسارية والليبرالية في العالم العربي إلى مخاطبة القواعد الشعبية في بلادهم بهدف اجتذابها، ويرى أن تجربة حركة كفاية المصرية وغيرها من الحركات الاحتجاجية الجديدة نموذجاً ينبئ بتزايد نسبي في إمكانية العلمانيين في تنظيم قدر من التأييد الشعبي من خلال الخروج إلى الشارع واستعادة ذاكرة العمل السياسي الكفاحي.
فتاوى متشددة في إندونيسيا:
تحريم الليبرالية الدينية
أصدر مجلس علماء إندونيسيا فتاوى جديدة تثير نقاشا حادا داخل الرأي العام الإندونيسي. ويعترض على ذلك بصورة خاصة مسلمون معتدلون وممثلو منظمات إسلامية ليبرالية. تقرير بتينا دافيد من جاكرتا.
نتائج انتخابات مجلس الشعب المصري:
الديمقراطية في مصلحة الأخوان المسلمين
قد يساهم وجود الأخوان المسلمين في البرلمان المصري في ارساء الديمقراطية، اذا تمكن النظام من إيجاد طريقة للتوفيق بين شعبية حركة الأخوان ومطالب الاصلاح السياسي. تعليق ناتان براون وعمرو حمزاوي.