"على الغرب أن يدعم الديمقراطية في المنطقة"



في مقال لكم عن الدور الأمريكي في تطوير الأوضاع التي تمر منها البلدان العربية، انتقدتم أوباما، لأنه لا يعمل الكثير لصالح الديمقراطية. هل ما زلتم تعتقدون بأن أوباما مازال يتصرف بشكل خاطئ؟
سعد الدين ابراهيم: لما وصل أوباما إلى الحكم، قيل له بأن الصراع العربي ـ الإسرائيلي هو المشكل الرئيس في الشرق الأوسط، وأن عليه بدءا حل هذه المشكلة إذا ما أراد تحقيق شيء في المنطقة، وذلك حتى فيما يتعلق بإيران وأفغانستان. إن الأمر واقعي من ناحية، لكن أوباما أغفل دعم نشر الديمقراطية في المنطقة. لم يفهم بأن الديمقراطية والسلام وجهان لعملة واحدة، وأن عليه الالتزام بتحقيق الإثنين معا.
بما تنصحون الاتحاد الأوروبي والحكومات الأوروبية، من أجل دعم سيرورة الدمقرطة في المنطقة؟
سعد الدين ابراهيم: عليهم القيام بما لم يقم به أوباما: دعم الديمقراطية. ويتوجب عليهم أن يكونوا على استعداد لمساعدة أي بلد يريد التحول إلى النظام الديمقراطي عن طريق عقد اتفاقيات شراكة معه، أو حتى فتح باب العضوية في الاتحاد أمامه.
هل للدول الخليجية تأثير على التطورات الجارية في المغرب والمشرق؟
سعد الدين ابراهيم: الكويت نموذج جيد. إنها منذ استقلالها قبل أكثر من خمسين عاما بلد ديمقراطي، مع انقطاع قصير، خلال حرب الخليج الأولى. وبعد الكويت ، تأتي البحرين. فرغم أن الديمقراطية في البحرين ليست بقدم مثيلتها في الكويت، إلا أنها مستقرة.
لكن أي دور تلعبه المملكة العربية السعودية؟
سعد الدين ابراهيم: ستكون السعودية آخر بلد يعرف تحولا ديمقراطيا. سنة 2005 أقدمت السعودية، وفي نوع من التجريب، على تنظيم انتخابات بلدية. عرف التطور دينامية كبيرة، لكن، ومنذ ذلك الوقت، تباطأت العملية. إن السعودية تملك كل ما تحتاجه ديمقراطية حية، لكن الأسرة المالكة والمؤسسة الدينية يعتقدان كما في السابق بأن الديمقراطية منتوج غربي يهدد سلطتهم.
يرى بعض المراقبين العرب أن المجال السياسي في تركيا عرف تحولا بارزا: ففي الماضي كان الكماليون من سهروا على مراقبة الدين، في حين يحكم البلاد اليوم حزب إسلامي ـ ديمقراطي؟
سعد الدين ابراهيم: أجل، إنهم محقون في ذلك. إنه مثال جيد لحزب إسلامي، يعتقد بالديمقراطية ويحترم حقوق الإنسان. إنني أرى هنا شبها بينها وبين الأحزاب المسيحية ـ الديمقراطية في أوروبا. فهذه الأحزاب تنشط في إطار مرجعية مسيحية محددة، لكنها تعتقد بالديمقراطية وتشارك في اللعبة السياسية. ويمكن فعلا تعلم شيء من هذا النموذج.
أجرت الحوار: جيانكارلو بوزيتي
ترجمة: رشيد بوطيب
مراجعة: هشام العدم
حقوق النشر: قنطرة 2011
قنطرة
من ثورة الياسمين إلى ثورة النيل:
"العرب الجدد" وملامح المرحلة المقبلة
يرى الباحث في جامعة كامبردج والإعلامي المعروف خالد الحروب في هذه المقالة أن جوهر التغيير الذي جلبته ثورتا تونس ومصر يكمن في إعادة الشعوب ورأيها العام إلى قلب المعادلة السياسية، مؤكدا أن هذه التغيير غير مؤدلج قادته أجيال الشباب الذين تجاوزت علومهم وخبراتهم أجيال آبائهم وحكوماتهم الشائخة التي لا تدرك أساساً كيف يفكر هؤلاء الشباب وما هي طموحاتهم.
المحطات الفاصلة للثورة المصرية
سقط الفرعون!
لأول مرة في تاريخ مصر الحديث يتم الحديث عن رئيس سابق. فقبل أقل من شهر من اليوم لم يكن أحد يتوقع سقوط نظام الرئيس المصري محمد حسني مبارك، حيث أعلن مساء اليوم نائب الرئيس عمر سليمان تنحي محمد حسني مبارك بعد 30 سنة من الحكم وتسليمه السلطة إلى المجلس العسكري. ريم نجمي تستعرض اللحظات الأخيرة من الثورة المصرية.
الثورة الشعبية المصرية:
هل تحتاج مصر إلى فرعون؟
تُرى ما هي العوامل التي من المرجح أن تحدد مصير الثورة المصرية بعد أن أصبحت معلقة في الميزان؟ في حين تركز كل العيون على الجيش المصري انتظاراً للتعرف على الوجهة التي قد يقفز إليها، فهناك تساؤلات أخرى أساسية يجري إغفالها. ألفريد ستيبان وخوان جيه. لينز يستعرضان سيناريوهات المشهد السياسي المصري.