تركيا والعالم العربي: إردوغان والحكام العرب...مَواطن الاتفاق والاختلاف
-
يرى مراقبون أنه مع بداية استلام إردوغان للسلطة في تركيا بات الكثيرون من دعاة الإصلاح العرب يرون النموذج التركي الجديد مثالا يمكن أن تحتذي به دول المنطقة كلها، وأن إردوغان يملك طموحاً ينبع من التاريخ العثماني إلى أن يجعل من بلاده مركز العالم الإسلامي. -
الإمارات - التوتر الكبير: تمثل الطريقة التي رد بها إردوغان على وزير خارجية الإمارات، عبد الله بن زايد، عندما وصفه بالمثير للشفقة، ردا على نشر الإماراتي تغريدة تتهم فخر الدين باشا بسرقة سكان المدينة النبوية، صورة عن الخلافات الجوهرية بين أنقرة وأبو ظبي. يختلف الجانبان على الإسلام السياسي، وعزل محمد مرسي، والأزمة الخليجية، كما تتهم وسائل إعلام تركية الإمارات بالمساهمة في تدبير الانقلاب الفاشل، وهو ما تنفيه أبو ظبي. -
السعودية - تنافس صامت تروّضه المصالح: يسود تنافس صامت بين تركيا والسعودية على زعامة العالم الإسلامي، كما يختلفان في ملفيْ الإسلام السياسي والأزمة الخليجية، زيادة على أن السعودية لا يروق لها استمرار علاقات طهران وأنقرة. غير أن الطرفين يحرصان على استمرار شراكتهما الاقتصادية، إذ توجد خطط برفع التبادل التجاري بينهما إلى 20 مليار دولار، كما يحرص الطرفان على الإشادة ببعضهما، كما لو أنهما يرغبان بتفادي الوصول إلى توتر سيؤثر سلبا عليهما معا. -
قطر- الحليف الموثوق في الخليج: أظهر وقوف إردوغان مع قطر إبّان اندلاع أزمة الخليج قوة تحالف الطرفين. إردوغان دافع عن قطر في وجه اتهامات الإرهاب وأرسل إليها مساعدات غذائية في الأيام الأولى للأزمة. الاتفاقيات العسكرية والاقتصادية متعددة بين الجانبين، خاصة وأن قطر زوّدت تركيا بالغاز بعد تدهور علاقة الأخيرة بروسيا. الجانبان تشاطرا الموقف ذاته في موضوع عزل محمد مرسي وكذا في سوريا، ولهما علاقات قوية مع تيارات الإسلام السياسي. -
الجزائر- الغاز يذيب الخلافات: تختلف وجهات النظر بين تركيا والجزائر بشأن الملف السوري، فالجزائر مازالت تحتفظ بعلاقاتها مع نظام بشار الأسد، إلّا أن الجزائر تحاول بالمقابل الإبقاء على علاقات دبلوماسية مع غالبية القوى. من هنا تُفهم علاقتها مع تركيا التي تستفيد من استثمارات كبيرة في التراب الجزائري، منها أكبر مصنع للنسيج في إفريقيا، كما تأتي الجزائر على رأس الدول العربية في تزويد تركيا بالغاز المسال. -
المغرب - علاقة هادئة دون تشنج: ظن متتبعون أن قرار المغرب برفع رسوم الاستيراد على سلع الملابس التركية سيؤثر سلبا على علاقة الجانبين المرتبطين باتفاقية للتبادل الحر، إلّا أن ذلك لم يحصل، فالاستثمار التركي لا يزال يتدفق على المغرب. حافظ إردوغان على علاقة مثمرة مع الرباط، خاصة مع اتخاذ هذه الأخيرة إجراءات ضد مدارس فتح الله غولن في ترابها، وهو ما تفاعلت معه أنقرة بمنع ندوة كانت مقرّرة للجماعة المغربية المعارضة، العدل والإحسان. -
مصر - عداء بسبب الإخوان: العداء واضح بين أنقرة والقاهرة منذ عزل مرسي، إذ لا يزال إردوغان يقول إن عبد الفتاح السيسي صعد إلى الحكم عبر الانقلاب على الشرعية، واصفا إياه بـ"الطاغية"، بينما تردّ القاهرة بأن إردوغان هو أكبر داعم لما تصفه بـ"إرهاب الإخوان". تنطلق أسباب العداء من رفض إردوغان للتدخل العسكري في الشأن السياسي، خاصة مع تاريخ بلاده مع الانقلابات العسكرية، فضلاً عن التقارب الإيديولوجي بين إسلاميي تركيا وإسلاميي مصر. -
العراق- مد وجزر: توترت علاقتهما عام 2016 بعد وصف العراق استمرار وجود القوات التركية في شمال البلاد بالاحتلال، ووصل التوتر حدّ استدعاء السفيرين. لكن البلدين يدركان أن ما يجمعهما أكبر، خاصة تخوفهما من تنامي النفوذ الكردي، ورغبتهما تحقيق شراكة فعلية تستفيد من الحدود المشتركة بينهما. لذلك وقع تقارب جديد، من شأنه استمرار وصول السلع التركية إلى العراق، وتقوية التعاون المائي، واستمرار تصدير النفط العراقي إلى تركيا. -
العلاقات التركية الإيرانية - تركيا وإيران...علاقة برغماتية بعيدة عن الطائفية: تشكل التوترات بين السعودية وإيران العامل الرئيسي المزعزع للاستقرار في المنطقة. وهنا يصبح الدور الذي تلعبه تركيا كقوة علمانية قادرة على تجاوز الانقسام الطائفي، في خدمة مصالحها، أعظم أهمية من أي وقت مضى، كما يرى مراقبون منوِّهين إلى عدم مشاركة تركيا للغرب في مواقفه الصارمة تجاه إيران. إعداد: إسماعيل عزام / دويتشه فيله 2018 / موقع قنطرة.
https://qantara.stage.universum.com/ar/node/10806
نسخ الرابط
كل الصور