إيران: ماذا بقي من وعود روحاني الانتخابية؟
-
كان روحاني وعد النساء بالدفاع عن مصالحهن، وبوضع حد "للمضايقات في الشوارع" التي تواجههن بخصوص الالتزام بالحجاب، إلا أن المنظمات العشرين الموكلة لها بمراقبة اللباس الشرعي، ليست جميعها خاضعة لسلطة الرئيس.ففي عام 2016 جند قائد شرطة محافظة طهران 7000 رجلا وامرأة ليشكلوا رقابة سرية على ملابس النساء. -
كثيرات هن النساء الإيرانيات اللائي قدمن التأييد للرئيس حسن روحاني. ولسن وحدهن اللاتي خابت آمالهن في رفع القيود وتحقيق تحرر اجتماعي والحد من التضييقات عليهن في الشوارع. -
عام 2013 تم إعلان فوز حسن روحاني، صاحب الميول المعتدلة في الانتخابات الرئاسية الإيرانية بفارق كبير في الأصوات عن بقية منافسيه. حيث حصد زهاء 51 بالمائة من الأصوات الانتخابية، واعتبرته شرائح عديدة في المجتمع مثل النساء والشباب بمثابة أمل لهم، حيث وعد مؤيديه بمزيد من الحريات والمساواة داخل المجتمع. -
وتمت المصادقة على فوز روحاني من قبل المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي الذي يعتبر رأس الدولة مدى الحياة، وتعتبر كلمته بمثابة قانون في داخل "الجمهورية الإسلامية"، كما أن المناصب الوزارية الحساسة مثل الدفاع والإعلام والثقافة والداخلية تتم فقط بالتشاور بين الرئيس الإيراني والمرشد الأعلى خامنئي. -
الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد سلم روحاني دفة الرئاسة، بعد أن تولى رئاسة إيران لفترتين رئاسيتين. وألَّب نجاد الغرب ضده بانتقاداته المستمرة للغرب وتهديداته ضد إسرائيل، ومخططاته في توسيع نطاق البرنامج النووي الإيراني، وهو ما تسبب في عزلة لإيران وعقوبات أدت إلى تضخم بلغ 40 بالمائة. -
إلا أن روحاني لم يستغرق وقتا طويلا ليخيب آمال مؤيديه وخصوصا منهم النساء. حيث كان واضحا من خلال تشكيل الحكومة أنه غير قادر على تنفيذ كل وعوده الانتخابية، إذ تضمنت وعود روحاني بإنشاء وزارة للمرأة، ووعد بدمج النساء في حكومته المقبلة، إلا أن الحكومة اقتصر أعضاؤها على الرجال. -
وبدأ روحاني وحكومته التكنوقراطية بمفاوضات سريعة مع الدول التي تتمتع بحق الفيتو في الأمم المتحدة بالإضافة إلى ألمانيا، التي يطلق عليها (5 + 1)، وذلك من أجل إخراج إيران من عزلتها. -
بعد الاتفاق مع مجموعة الدول( 5 + 1) بشأن البرنامج النووي، بدأ فصل جديد لإيران في علاقاتها الدولية. حيث سافر ساسة غربيون إلى طهران لإحياء العلاقات الاقتصادية، ومنهم زيغمار غابرييل نائب المستشارة الألمانية. إلا أن وعود روحاني الاقتصادية باستحداث وظائف جديدة، وتطوير الاقتصاد الإيراني لم تتحقق. -
وبالرغم من استطاعة الحكومة الإيرانية أن تقلل من التضخم الاقتصادي من معدله السابق 40 بالمائة ليصل إلى حوالي عشرة بالمائة، إلا أن البطالة احتفظت بمعدلاتها الرسمية بمعدل 12 بالمائة، وبلغت معدل البطالة بين شريحة الشباب الأقل من 25 عاما حوالي 12 بالمائة. -
وتحتاج إيران إلى خلق نحو 1.2 مليون فرصة عمل جديدة سنويا لاستيعاب الشباب الذين يلجؤون حديثا إلى سوق العمل فقط، ويعتمد حوالي نصف الاقتصاد الإيراني على النفط، كما أن معدلات البطالة بين النساء مرتفعة إذ تبلع حوالي 70 بالمائة. -
وكان روحاني قد دعا أيضا إلى الإصلاح الثقافي. إلا أنه لم يسلم هو ووزير الثقافة من انتقادات المحافظين. وشهدت الحفلات والمعارض الثقافية إعاقات عديدة من المعسكر المحافظ الذي هاجم الموسيقى، وطلب بمنعها من على المسارح. -
ووعد روحاني بوضح حد لقمع المعارضة، وتعهد بالعمل من أجل الإفراج عن السجناء السياسيين، ومن ضمنهم قادة المعارضة أمثال مهدي كروبي وحسين موسوي وزوجته زهرة راهناورد، في مواجهة الإقامة الجبرية (الحبس المنزلي) التي تمنهعم من التحرك بحرية. -
وتعهد حسن روحاني بسن ميثاق الحقوق المدنية. الذي ينبغي أن يضمن الحرية والحقوق المدنية للإيرانيين، في ديسمبر 2016 قدم روحاني الميثاق إلى رئيس السلطة القضائية صادق لاريجاني، الذي عبر عن موقفه المعارض وقال إن " العدالة لا تحتاج إلى مساعدة خارجية". لاريجاني نفسه عين مباشرة من تيار السلطة المحافظة، ويعتبر من المحافظين. -
ولا تزال إيران بالرغم من حكم روحاني واحدة من البلدان الأكثر تضييقا على عمل الصحفيين، اذ يتعرض العاملون في الصحافة والإعلام إلى السجن والاعتقال التعسفي بأمر من القضاء الذي يسيطر عليه المحافظون، حيث جاءت إيران في المرتبة 169 من أصل 195 دولة وذلك ضمن مؤشر حرية الصحافة في العام 2016. إعداد: (شابنام فون هاين/ علاء جمعة)/ دويتشه فيله 2017
https://qantara.stage.universum.com/ar/node/28551
نسخ الرابط
كل الصور